الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على عباده المخلصين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين .
وبعد .. يقول الله تبارك وتعالى
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ }
سورة التوبة
لقد شاء الله عزّ وجل أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خير البشر قاطبة وخاتم الأنبياء جميعًا شرّفه وفضلّه وأعلاه قدرًا
ومقامًا ففاق جميع المرسلين بما أكرمه من المراتب العلية والخصائص السنية . فأنعِم وأكرم به من نبي هدى الله به الأمة وكشف الغمة وأخرج الناس من الظلماتِ إلى النور .
وعليه فقد كثرت مكارم هذا الرسول العظيم كيف لا وهو الممدوح في التنزيل والمذكور على لسان النبيين المكرمين عليهم الصلاة والسلام وأتم التسليم
محمد صلى الله عليه وسلم
أفصحُ العربِ
اعلم أن من جملة ما أكرم الله بهِ نبيه عليه الصلاة والسلام أن جعله صلى الله عليه وسلم أفصح العرب قاطبةً وأقواهم حجة وأحسنهم بينًا وأبلغهم إذا خطب .
وقد ورد في الحديث الشريف عنه صلى الله عليه وسلم { أنا أفصح من نطق بالضاد } أي أفصح العرب لأن العرب هم الذين ينطقون بها وليست في لغة غيرهم .
وأخرج مسلم في صحيحه عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها قالت : { ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بيّنٍ فصلٍ يحفظه من جلس إليه }
وفي كتاب الشفا للقاضي عياض ما نصه " وأما فصاحة اللسان وبلاغة القول فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمحل الأفضل والموضع الذي لا يُجهل سلاسة طبع وإيجاز مقطع
وفصاحة قول وصحّة معان . أوتي جوامع الكلم وخُصّ ببدائع الحِكمِ وعلِمَ ألسنة العرب وعليه فاعلم أنه لما كان كلامه صلى الله عليه وسلم
عظيم البلاغة وفصاحته معلومة وجوامع حكمه عليه الصلاة والسلام مأثورة فقد جُمع من ذلك دواوين كثيرة "
ومن فصاحته الرائعة صلى الله عليه وسلم ما جاء عن الخطابي فيما ذكره السيوطي في " الرياض الأنيقة " قال : { ومن فصاحته صلى الله عليه وسلم
أنه تكلم بألفاظ لم تسمع من العرب قبله ولم توجد في متقدم كلامها كقوله : مات حتف أنفه ، وحمي الوطيس ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ..
وغير ذلك من محاسن عباراته صلى الله عليه وسلم .}
وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أعطيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه "
رواه الزبيدي في اتحاف السادة المتقين .
وبناءً عليه فقد كانت فصاحته عليه الصلاة والسلام عَلَمًا من أعلام صدقه ودلالة رسالته وهو النبي الأمي فكان ينتظم في القليل من قوله عِلمٌ كثير فيسهل على السامعين
حفظه وضبطه ومن تتبع الجوامع من كلامه صلى الله عليه وسلم عرف روعتها وحسن معانيها.
والحمد لله رب العالمين
| |
الموضوعالأصلي : محمد .. أفصح العربِ المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: