** الرحمة المحمــدية **


إن الرحمة المحمدية التى أودعها الله تعالى قلب نبيه وصفيه وخليله من عباده محمد صلي الله عليه وسلم رحمة عامة لسائر الخلق قال تعالى:{وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين } ورحمة خاصة قال تعالى:{ بالمؤمنين رؤوف رحيم } وللرحمة فى القلب مظاهر فى الحياة تتجلي فيها وهذه بعض مظاهر تلك الرحمة المحمدية .


(أ) الرحمة العامة


** لما كذبه قومه أتاه جبريل وقال له :" إن الله تعالى قد سمع قول قومك إليك وماردوا عليك وقد أمر ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم " فناداه ملك الجبال وسلم عليه وقال:"مرنى بما شئت وإن شئت أن أطبق عليهم الاخشبين " فقال صلي الله عليه وسلم :"لا بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً"
فكان هذا مظهراً من مظاهر الرحمة المحمدية العامة .


** ركبت عائشة رضي الله عنها جملا وكان فيه صعوبة فجعلت تردده أى تذهب به وتجئ تروضه فأتعبته فقال لها رسول الله صلي الله عليه وسلم:" عليك بالرفق ياعائشة " فهذا مظهر من مظاهر الرحمة إذ شملت الحيوان .


** وقوله صلي الله عليه وسلم :" فى كل ذات كبد رطبة أجر " مظهر من مظاهر الرحمة العامة .


** وقوله صلي الله عليه وسلم :" دخلت إمرأة النار فى هرة حبستها حتى ماتت فلا هى أطعمتها حين حبستها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض ".


(ب) مظاهر الرحمة الخاصة .


** قوله صلي الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة " فهذا مظهر من مظاهر الرحمة والشفقة المحمدية على أمته صلي الله عليه وسلم وهو من مظاهر الرحمة الخاصة .


** قوله صلي الله عليه وسلم :" لا يبلغنى أحد منكم عن أحد من أصحابي شيئا فإنى أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ".فهذه من رحمته وشفقته على أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وهي من مظاهر الرحمة الخاصة .


** جاءه صلي الله عليه وسلم أعرابي يطلبه شيئا فأعطاه ثم قال له:" هل أحسنت إليك؟" قال الأعرابي: لا ولا اجملت فغضب المسلمون لمقالته وقاموا إليه ليضربوه على سوء أدبه مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فأشار إليهم أن كفوا ثم قام فدخل منزله وأرسل إلى الأعرابي وزاده شيئا ثم قال له:" أحسنت إليك؟" قال نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إنك قلت ماقلت وفى نفس أصحابي من ذلك شئ فإن أحببت فقل بين أيديهم ماقلت بين يدي حتى يذهب مافى صدورهم عليك " قال: نعم فلما كان الغد أو العشي جاء فقال النبي صلي الله عليه وسلم :" إن هذا الأعرابي قال ماقال فزدناه فزعم أنه رضي كذلك ؟" قال : نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا . فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" مثلي ومثل هذا مثل رجل له ناقة شردت عليه فاتبعها الناس فلم يزدها إلا نفوراً فنادهم صاحبها:خلوا بينى وبين ناقتى فإنى أرفق بها منكم وأعلم فتوجه لها بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحله واستوى عليها وإنى لو تركتكم حيث قال الرجل ماقال فقتلتموه دخل النار".


فهذا أكبر مظهر من مظاهر الرحمة المحمدية الخاصة والعامة فصلي الله عليه من نبي رؤوف رحيم وحقا إنه الرحمة المهداة والنعمة المعطاة وسفينة الرأفة والشفقة والرحمة المرساة فويل لمن عاداه وماوالاه وويل لمن عصاه وآذاه وويل لمن كفر به أو كذبه فى الممات والمحياة .

الموضوعالأصلي : :: الرحمة المحمديـــــة :: المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:عبد الكريم