*** الحِلْــــــــــــمُ المحمّــــــــــــــدى ***
إن الحلم وهو ضبط النفس حتى لايظهر منها مايكره قولاً كان أو فعلاً عند الغضب,
ومايثيره هيجانه من قول سيئ أو فعل غير محمود.هذا الحلم كان فيه الحبيب صلي الله عليه وسلم مضرب المثل.والأحداث التالية شواهد لحلمه فداه أبي وأمى
وصلي الله عليه وسلم ,وذلك لتربية الله تعالى له, وإفاضته الكمالات على روحه
صلي الله عليه وسلم.
*لما شجت وجنتاه وكسرت رباعيته ودخل المغفر فى رأسه صلي الله عليه وسلم
يوم أحد قال:"اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون "فهذا منتهى الحلم والصفح
والعفو والصبر منه صلي الله عليه وسلم .
*لما قال له ذو الخويصرة أعدل فإن هذه قسمة ماأريد بها وجه الله, حلم عليه وقال له:"ويحك فمن يعدل إن لم أعدل "ولم ينتقم منه ولم يأذن لأحد من أصحابه لذلك.
*لما جذبه الأعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت فى صفحة عنقه صلي الله عليه وسلم وقال احمل لي علي بعيرى هذين من مال الله الذى عندك ,فإنك لا تحمل لي
من مالك ومال أبيك ,حلم عليه صلي الله عليه وسلم ولم يزد أن قال :" المال مال
الله وانا عبده, ويقاد منك ياأعرابى مافعلت بي " فقال الأعرابى :لا ,
فقال النبي صلي الله عليه وسلم:"لم؟"قال:لأنك لا تكافئ السيئة بالسيئة ,
فضحك صلي الله عليه وسلم,ثم أمر أن يحمل له علي بعير شعير,وعلى آخر تمر,
فأى حلم وأى كمال هذا ياعباد الله؟؟؟؟
*لم يثبت إنه صلي الله عليه وسلم انتصر لنفسه من مظلمة ظلمها قط ,ولا ضرب خادماً ولا إمرأة قط. بهذا أخبرت عائشة رضى الله عنها ,فقالت:مارأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم منتصراً من مظلمة ظلمها قط , مالم تكن حرمة من محارم الله , وماضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد فى سبيل الله ,وماضرب خادماً قط
ولا إمرأة .
*وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة , جاءه يتقاضاه ديناً له علي النبي
صلي الله عليه وسلم فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول :
إنكم يابنى عبد المطلب مطل فانتهزه عمر ,وشدد له فى القول ,والنبي صلي
الله عليه وسلم يبتسم ,وقال صلي الله عليه وسلم:"أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك ياعمر ,تأمرنى بحسن القضاء , وتأمره بحسن التقاضي "
ثم قال :"لقد بقي من أجله ثلاث",وأمر عمر أن يقضيه ماله ويزيده عشرين صاعاً لما روعه ,فكان هذا سبب إسلامه فأسلم ,وكان قبل ذلك يقول:مابقي من علامات النبوة شئ إلا عرفته فى محمد صلي الله عليه وسلم إلا اثنين لم أخبرهما:
يسبق حلمه جهله ,ولا تزيده شدة الجهل إلا حلماً فاختبره بهذه الحادثة فوجده
كما وصف .هذه قطرة من بحر الحلم المحمدى تذهب ظمأ من أراد أن يتحلي
بالحلم ويتجمل به.
| |
الموضوعالأصلي : :: الحِلْــــــــمُ المحمِّــــــــدى :: المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: