بيان ضرورة وجود النبي بين البشر : وبحثه من حيث الطبيعة النفسية والاجتماعية والمدنية للإنسان ، والتي بنفسها مع الغض عن النظر لغاية الوجود كله ، هي بنفسها تستدعي وجود النبي أو وصيه بينهم ليعلمهم بصدق وينفي الانحراف عن الهدى الحق والاختلاف فيه بينهم .
وذلك حيث أنه قد أتفق أهل الملل قاطبة على ضرورة بعث الأنبياء من قبل الله تعالى إلى الناس كافة ، وذلك لحكمة الوجود الاجتماعي والمدني للإنسان ، وإنه بوجوده يتمكن من الوصول إلى كماله بهداية ربانية تشرعيّة تعلمه الصراط المستقيم ، والذي يجب عليه سلوكه ليصل لسعادته وتمام هدايته، وبيانه:
حيث إن الإنسان : بطبعه الاجتماعي والمدني وبما أعطاه الله تعالى من المواصفات في الخلقة من المدنية والاجتماع والاختلاف في تشخيص المصالح والتخاصم الشديد في تطبيقها ، فإنه يحتاج لمرشد وهادي يعلمه سبيل الوصول لتمام سعادته وحقيقة أهدافه في جميع شؤون حياته المادية والمعنوية وبالخصوص إقامة حقيقة العبودية لله تعالى ، وكل ذلك وفق قانون عادل ودقيق ومتقن يصلح لجميع البشر في جمع الآفاق والبقاع ، و في جمع الأزمنة حتى في حال ختم النبوة ، أو حين غيبة النبي عن مجتمعه لظرف ما أو لبعدهم عنه في زمانه .
وبوجود النبي الكريم : يعرف هدى الله الحق ، وينفصل التخاصم بينهم في تعلم الهدى وتطبيقه ، ويرتفع الاختلاف بما يعلمه بشكل صريح وقاطع ، كما يمنع من الكذب على الله في ادعاء النبوة أو تعليم ضلال وتحميله على هدى الله ودينه الحق ، فلذا الواجب على كل البشر بعد الإيمان بالله من البحث عن نبي مبعوث عرفه الله لهم بما يؤيد رسالته ويُعرف صدقه ، وبهداه الحق تتم لهم إقامة عبوديته ويتم صلاحهم بالعدل والإحسان وشكر الرب المنان بما يحب ويرضى .
| |
الموضوعالأصلي : الطبيعة الإنسانية تستدعي وجود النبي المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: