بسم الله الرحمن الرحيم
غار حراء :
الخطوة الأولى - تأكيد على فكرة التدرج :
38 سنة تحضير وتهيئة وإعداد ثم سنتين أو ثلاث بينها 6 أشهر عن طريق الرؤيا الصادقة تمهيد شديد من أجل 23 سنة رسالة .. كل ذلك ترسيخ لفكرة التدرج في الإعداد النفسي والروحي لاستقبال الوحي والقيام بأعباء الرسالة ..
الخطوة الثانية - الخلوة مع الله :
في السنوات السابقة حُبـِّب إلى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم العمل وكسب الرزق .. وفي السنتين الأخيرتين حُبـِّبت إليه الخلوة مع الله .. إذ لا يمكن للعبد أن يتقرب إلى الله إلا إذا حـبـِّب إليه الخلوة مع الله .. فالقلب بين يدي الله تعالى .. ولو وجدت أن الله تعالى بعظيم رحمته قد حبـَّب إليك الطاعة فاجر ِ إلى الله واغتنم هذه الفرصة .. لو وجدته - جلَّ شأنه - يحبب إليك صلاة ركعتين ثم لهوت عن ذلك فاعلم أنك قد حرمت نفسك بنفسك .. الرحمن برحمته يحوِّل قلب المؤمن إلى حبٍّ للطاعة من ساعة دخول رمضان على المسلمين ..
هذه الخلوة خلقت عند النبي صلى الله عليه وسلم :
1 - التوازن بين الروح والمادة .. سنوات في كسب الرزق ثم سنتين لإعداد الروح ..
2 - في هذه الخلوة كان النبي صلى الله عليه وسلم يبحث عن الحق فاجتهد وبحث فدلـَّه الله بهدايته ..
3 - في هذه الخلوة وجد فيها الحضن الدافئ الذي يجمع بين رؤيته للسماء ومشاهدته للكعبة المشرَّفة ..
الخطوة الثالثة - عبادة التفكر :
في هذه الخلوة كان يقوم بعبادة غفل عنها معظم الناس .. عبادة التفكر .. عبادة أصبح بها النبي صلى الله عليه وسلم نبياً .. أصبح بها النبي إبراهيم عليه السلام من الموقنين ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) .. التفكر بعظمة الخالق جلَّ وعلا .. التفكر بالمستقبل والهدف في الحياة .. التفكر في حقيقة الحياة والموت .. التفكر في حكمة خلق الله لنا .. لماذا خـُلقت ؟؟؟ وما هي رسالتي في هذه الحياة ؟؟؟ التفكر في النظر لعظمة الكون ..
الخطوة الرابعة - تعايش الزوجة مع زوجها :
السيدة خديجة كانت تجلس معه في بعض الأحيان .. أولا ً: لاقتناعها بسلوك زوجها .. ثانياً : كانت تشاركه التفكر .. ثالثاً : كي لا تكون هي في واد وزوجها في واد .. نموذج رائع لموافقة الزوجة لزوجها وتعايشها معه ..
الخطوة الخامسة - عدم الاعتزال عن الخلق :
لا يـُفهم من هذه الخلوة الاعتزال والانعزال عن الخلق .. فهو القائل صلى الله عليه وسلم : " المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم " .. وإنما يعوِّض عن ذلك بالاعتكاف مع فئة المؤمنين في المسجد .. فالانغلاق مرفوض في الإسلام التعايش مطلوب ..
الخطوة السادسة - خذ الكتاب بقوة :
احتضان جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه القوة إشارة إليه صلى الله عليه وسلم بثقل وعظمة الرسالة الملقاة عليه .. ولكي يشعر بجلال ما هو مقدم عليه .. ولكي نشعر نحن من بعده بعـِظم المسؤولية على كل مسلم بتبليغ الدعوة .. الحضن في قيم الإنسانية رمز الرحمة والسلام والحب .. والدين قائم على الحب فهو دين رحمة وسلام .. لا دين عنف أو ظلم ..
الخطوة السابعة - درس في فن الإدارة :
جبريل عليه السلام لم يعرِّف بنفسه للنبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان في حالة من الذهول والصدمة ما يمنعه لفهم طبيعة المخلوق الذي أمامه .. وهذا في فن الإدارة .. لا تقل شيئاً لمن أمامك إلا إذا كان مستعداً لسماعك وقبول ما تقوله ..
الخطوة الثامنة - إقرأ :
البداية كانت في " إقرأ " إشارة إلى أنه قد انتهى عصر المعجزات الخارقة التي تغير مجريات الأحداث وحلَّ محله عصر العلم والتخطيط .. أمته من بعده هي المعجزة ..
الخطوة التاسعة - طلب الحق :
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب الرسالة ولم يبال ِ بالشهرة ولم تخطر في باله المكانة بين الناس .. وإنما كان يبحث عن الحق والحقيقة .. كان يجمِّل الباطن وينقـِّي الروح .. فجعله الله تعالى سيد الخلق أجمعين وأعطاه منزلة فاقت منزلة الملائكة المقربين ..
صلى الله عليك يا رسول الله
| |
الموضوعالأصلي : عبر من غار حراء المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: