((((إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، ، ، أما بعد فهذه مشاركتي الأولى في هذا الملتقى الماتع المبارك إن شاء الله تعالى، اخترت أن تكون في سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وقد استفدت هذه المشاركة من موقع الشيخ محمد العثيمين رحمه الله من احدى خطب الجمعة وبتصرف وارجو أن يحصل بها النفع والبركة ... والسلام))))
الحمد لله الذي بعث النبيين المبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له اله الأولين والآخرين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وإمام المتقين وبعثه الله تعالى بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله رحمة بالعالمين وغدوة للعاملين وصلى الله عليه وعلى آله أصحابه ومنه تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به على عباده حيث أرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب لنشر الحق بين الخلق فان العقل البشري لا يمكن أن يهتدي إلى معرفة الخالق تفصيلا ولا يمكن أن يتعبد لله بما لا يدركه علما وتحصيلا ولا يمكن أن يعامل عباد الله بالعدل التام الا بطريق الوحي الذي بين الله تعالى به عن نفسه أسماء وصفات وأحكاما يهتدي بها العباد إلى عبادة الله ويهتدون بها إلى طريق المعاملة مع عباد الله فكانت الرسل عليهم الصلاة والسلام مبينين لعبادة الخلاق داعين إلى مكارم الأخلاق وكانت حاجة الخلق إلى ما جاءوا به أشد من حاجتهم إلى الهواء والطعام والشراب واللباس والأمن وكانت منة الله على عباده بإرسال الرسل أعظم منة يقول الله تعالى ( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ولم تزل الرسالة في الناس منذ بعث أول رسول إليهم وهو نوح عليه الصلاة والسلام إلى أن ختمت بآخرهم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان آدم نبيا ولكنه ليس برسول فبقي الناس على ملة أبيهم على ملة واحدة فلما كثروا تفرقت الكلمة واختلفت الآراء فبعث الله إليهم الرسل ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وليقوم الناس بالقسط فكان أولهم نوحا عليه الصلاة والسلام
ثم ختم الله الرسالة والنبوة بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكانت شريعته لجميع الناس في جميع الأزمان في جميع الأمكنة إلى أن تقوم الساعة بعثه الله تعالى على حين فترة من الرسل حين انقطعت الرسالة منذ عهد عيسى عليه الصلاة والسلام فمقت الله أهل الأرض أي ابغضهم عجمهم وعربهم إلا بقايا من أهل الكتاب فكان الناس في أمس الضرورة إلى الرسالة التي تستقيم بها الملة وتتم بها مكارم الأخلاق فكان جدير بها والله أعلم حيث يضع رسالته محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي أنشأه الله تعالى من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام ولم يكن في ذرية إسماعيل أحد من الأنبياء والرسل سوى هذا الرسول الكريم الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكان أكرم الناس نسبا وأطيبهم مولدا، ولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين في أفضل بقاع الأرض في أم القرى في شهر ربيع الاول في الثاني منه أو في التاسع أو في العاشر أو في الثاني عشر أو في الثاني والعشرين هذه ستة أقوال للمؤرخين في تعيين اليوم الذي ولد فيه وإنما كان هذا الاختلاف لأنه ليس للعرب حينذاك ديوان تسجل فيه الأحداث وقد حقق بعض المتأخرين من علماء الفلك أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في التاسع من هذا الشهر على خلاف ما هو مشهور أنها في اليوم الثاني عشر فمن زعم أن ولادته في اليوم الثاني عشر فقد بنى على غير أساس بل المتعين أنه ولد في اليوم التاسع ونحن لا يهمنا أن نعرف عن ذلك اليوم الذي ولد فيه من الشهر لان هذا اليوم الذي ولد فيه ليس له خصائص شرعية يتعبد الناس بها حتى يحتاجوا لمعرفة ذلك اليوم على التعيين ولهذا كان الذين يقيمون الموالد كان الذين يقيمون الاحتفال لمولد النبي صلي الله عليه وسلم مبتدعين وكل بدعة ضلالة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم .......ولذلك لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم لولادته عيدا ولم يقم أخص الناس به وأشد الناس له حبا وتعظيما الصحابة رضي الله عنهم لم يقيموا لمولده احتفالا ولم يقم التابعون كذلك ولم يقم تابعو التابعين كذلك وإنما حدثت هذه البدعة إنما حدثت في القرن الرابع الهجري أي بعد مضي ثلاثمائة سنين من الهجرة النبوية ونقول إذا كنت تحب الرسول صلي الله عليه وعلى اله وسلم حقا فالتزم الأدب معه ولا تشرع في دينه ما ليس منه إن أقوى الناس محبة للرسول صلى الله عليه وسلم هم أشد الناس اتباعا له الذين لا يحدثون في دين الله ما ليس منه .............. أيها الأخوة إن النبي صلي الله عليه وسلم ولد في يوم الاثنين في التاسع من شهر ربيع الاول ولد في العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل ولدته أمه آمنة من أبيه عبد الله بن عبد المطلب فتوفي أبوه قبل ولادته وتوفيت أمه في الأبواء في طريق المدينة وهو في السابعة من عمره فنشأ يتيما فكفله جده عبد المطلب ثم مات عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره فنشأ رسول الله صلي الله عليه وسلم يتيما من الأب والام وقال الله تعالى ( ألم يجدك يتيما فآوى ) فقيض الله له عمه أبا طالب شقيق أبيه فضمه إلى عياله وأحسن كفالته وأحبه حبا شديدا وبارك الله لعمه أبي طالب بسبب كفالته النبي صلى الله عليه وسلم بارك له في ماله وحاله قال ابن كثير رحمه الله وشب رسول الله صلي الله عليه وسلم مع أبى طالب يكلأه الله ويحفظه ويحوطه من أمور الجاهلية ومعايبها لما يريد تبارك وتعالى من كرامته حتى بلغ أن رجلا أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا وأكرمهم مخالطة وأحسنهم جوارا وأعظمهم حلما وأمانة وأصدقهم حديثا وأبعدهم عن الفحش والأذى ما رؤى ملاحيا ولا مماريا أحدا حتى سماه قومه الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة ولما بلغ صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين من عمره تزوج أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها بعد زوجها وكانت ذات شرف ومال وعقل وكمال حازمة لبيبة لما علمت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما علمت من مكارم الأخلاق عرضت نفسها عليه فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة إلى خويلد بن أسد والد خديجة فخطبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة ولها أربعون سنة وقد تزوجت قبله برجلين فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ابنين وأربع بنات فكان أولاده صلى الله عليه وسلم كلهم منها الا إبراهيم فانه كان من سريته مارية ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم على خديجة أحدا من النساء حتى ماتت في السنة العاشرة من البعثة قبل الهجرة بثلاث سنين وكان صلى الله عليه وسلم معظما في قومه محترما بينهم يحضر معهم مهمات الأمور حضر معهم حلف الفضول الذي تعاقدت فيه قريش الذي تعاقدت فيه قريش الا يجدوا في مكة مظلوما من أهلها أو غيرهم الا كانوا معه على من ظلمه حتى يرد مظلمته ولما تنازعت قريش أيهم يضع الحجر الأسود حين هدموا الكعبة وبنوها فتنازعوا أيهم يضع الحجر الأسود في مكانه فقيض الله تعالى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الحكم بينهم فبسط رداءه صلى الله عليه وسلم ووضع الحجر فيه ثم قال لاربعة من رؤساء قريش ليأخذ كل واحد منكم بجانب من هذا الرداء فحملوه حتى إذا أدنوه من موضعه أخذه النبي صلي الله عليه وسلم بيده فوضعه في مكانه فكان له بهذا الحكم العدل شرف كبير ونبأ عظيم صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين ولما بلغ الأربعين من عمره جاءه الوحي من الله تعالى فكان أول ما بدئ به من أوحى الرؤيا الصادقة لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الانفراد عن ذلك المجتمع الجاهل في عقيدته وعبادته لانهم قوم جاهلون جاهليون فكان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء وهو الجبل الذي عن يمين الداخل إلى مكة من طريق الطائف الشرائق فيتعبد فيه حتى نزل عليه الوحي هناك فجاءه جبريل فقال له اقرأ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: (ما أنا بقارئ يعني لا أحسن القراءة لان النبي صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب حتى نزل عليه الوحي قال ما أنا بقارئ وفي الثالثة قال له جبريل اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم) فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهله يرجف فؤاده لما رأى من الأمر الذي لم يكن معهودا له من قبل فقال لخديجة لقد خشيت على نفسي فقالت رضي الله عنها كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق وبنزول هذه الآيات الكريمة صار محمد بن عبد الله نبيا يوحى إليه ثم فتر الوحي مدة ثم أنزل الله عليه ( يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ) فقام صلى الله عليه وسلم بذلك وبهذا صار نبيا رسولا فدعى إلى الله وبشر وأنذر خصوصا ثم عموما أنذر عشيرته الاقربين ثم بقية الناس أجمعين فاستجاب له من هداه الله واستكبر عن دعوته من اتبع هواه اللهم اجعلنا ممن استجاب لرسولك اللهم اجعلنا ممن استجاب لرسولك اللهم احشرنا في زمرته يا رب العالمين قال الله تعالى ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا اله الا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ) اللهم اجعلنا من المؤمنين بك وبرسولك اللهم ارزقنا اتباعه على الوجه الذي يرضيك عنا إنك جواد كريم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين الحمد لله أحمده واستعينه وأستغفره وأشهد الا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
| |
الموضوعالأصلي : مشاركتي الأولى ( سيرة الحبيب) المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: