**الشجـــــاعـــة المحمَّـــــــديـــــة **
إن الشجاعة خلق فاضل , ووصف كريم , وخلة شريفة , لا سيما إذا كانت فى العقل كما هى فى القلب , وكان صاحبها من أهل الإيمان والعلم , والشجاعة فى القلب عدم الخوف مما يخاف عادةً , والإقدام على دفع مايخاف منه بقوة وحزم .
وفى العقل المضاء فيما هو الرأى وعدم النظر إلى عاقبة الأمر متى ظهر إنه الحق والمعروف, وقد كان الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم أشجع إنسان على الإطلاق .فلم تكتحل عين الوجود بمثله صلي الله عليه وسلم ومن أدلة ذلك تكليف
الله تعالى له بأن يقاتل وحده فى قوله من سورة النساء الآية :84
{فقاتل فى سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين}
ومن أدلة شجاعته صلي الله عليه وسلم ومظاهرها مايلي :
* شهادة الشجعان الأبطال له بذلك فقد قال على بن أبي طالب رضي الله عنه وكان من أبطال الرجال وشجعانهم بلا مراء قال: كنا إذا حمى البأس وإحمرت الحدق
نتقى برسول الله صلي الله عليه وسلم أى نتقى الضرب والطعان.
* موقفه البطولى الخارق للعادة فى أحد حيث فكر الكماة ,ووجم الأبطال وذهل عن أنفسهم الشجعان ووقف محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم كالجبل الأشم حتى لاذ به أصحابه , والتقوا حوله , وقاتلوا حتى إنجلت المعركة بعد قتال مرير وهزيمة نكراء حلت بالقوم لمخالفة أمره صلي الله عليه وسلم .
* فى حنين حيث إنهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة مواجهة العدو, من جراء الكمائن التى نصبها وأوقعهم فيها وهم لا يدرون , بقى وحده صلي الله عليه وسلم فى الميدان يطاول وهو على بغلته يقول:
"أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب "
ومازال فى المعركة وهو يقول :"إلى عباد الله !!إلى عباد الله "
حتى فاء أصحابه إليه , وعاودوا الكرة على العدو فهزموه فى ساعة . وماكانت هزيمتهم أول مرة إلا من ذنب إرتكبه بعضهم وهو قوله : لن نغلب اليوم من قلة ,
إذ هذا القول كان عُجباً والعُجب حرام وقد ذكرهم تعالى به فى كتابه إذ قال تعالى من سورة التوبة :الآيه : 25
{ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً}
* فى أحد والمعركة دائرة رأى أبي بن خلف- لعنه الله - رأى النبي صلي الله عليه وسلم .فصاح أين محمد ؟؟ لا نجوت إن نجا , وتقدم على فرسه نحو رسول الله صلي الله عليه وسلم فإعترضه رجال من المسلمين فقال صلي الله عليه وسلم "خلّوا طريقه " ,وتناول الحربة من يد الحارث بن الصمة , وإنتفض إنتفاضة تطاير عنه أصحابه تطاير الوبر من ظهر البعير إذا إنتفض , وإستقبله بطعنة نجلاء فى عنقه تدأدأ منها عن فرسه مراراً وهو يقول : قتلنى محمد , فمات منها بسرف وهو عائد إلى مكة مع جيش المشركين .
* فزع أهل المدينة ليلة فإنطلق ناس قبل الصوت , فتلقاهم رسول الله صلي الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت , وإستبرأ الخبر على فرس لأبى طلحة عُرْي والسيف فى عنقه وهو يقول :" لن تُراعوا ".
فى هذه يقول أنس بن مالك كان النبي صلي الله عليه وسلم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس , وقص هذه القصة .
* شهادة عمران بن حصين رضي الله عنهما إذ قال وهو صادق : مالقى رسول الله صلي الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب .
كانت تلك شواهد شجاعته القلبية .أما شجاعته العقليه فنكتفى فيها بشاهد واحد , فإنه يكفى عن ألف شاهد ويزيد وهو موقفه من تعنت سهيل بن عمرو وهو يملى وثيقة صلح الحديبية إذ تنازل صلي الله عليه وسلم على كلمة بسم الله إلى باسمك اللهم . وعن كلمة محمد رسول الله إلى كلمة محمد بن عبد الله , وقد إستشاط أصحابه غيظاً.
وبلغ الغضب حداً لا مزيد عليه وهو صابر ثابت حتى إنتهت , وكانت بعد أيام فتحاً مبيناً فضرب صلي الله عليه وسلم بذلك المثل الأعلى فى الشجاعتين
القلبية والعقلية ,مع بعد النظر وأصالة الرأى وإصابته فصلي الله عليه وسلم مابقى شجاعة أو جبن فى العالمين ..
إن شاء الله يتبـــــــــــــع ** الصـــــــــبْر المحمَّــــــــــدِيّ **
| |
الموضوعالأصلي : **الشجـــــاعـــة المحمَّـــــــديـــــة ** المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: