بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المَنْظُومَةُ المُحَمَّدِيَّةُ فِي تَدْوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
أحمد الله على آلائــــــــه ومنه وفضله ونعمائــه
الْحَمْـــــدُ لِلهِ الْكَرِيـــــــــــــــمِ الخالِــقِ الْمُهَيْمِــــنِ الْعَظِيــــمِ
ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ سَرْمـَــــــدا عَلَى النَّبـِــــىِّ أَحْمَــــــــــــــدا
فَهَذا جُهْدٌ مِنِــــى راجِيــــــــــا ثَوَابَ رَبٍّ لَــــــهُ ساعِيــــــــا
فَهْوَ نَظْمٌ فِي تَدْوِينِ السُّنَّـــــــةِ مُذْ بَعْثَةِ نَبِــــىِّ الأُمَّـــــــــــــةِ
أَرَدْتُ فِيِه الهُدَى بِالبَيــــــــــانِ لِكُلِّ أَخٍ طالِــــبٍ يَقْظــــــــان
فَخُذْ أُخَىَّ عِلْمَــهُ وَلا تَعِـــــــبْ عَلَى ناظِـمٍ فِيِـه قَدْ نَصِــــــبْ
مَفْهُومُ السُّنَّةِ أُخَىَّ يَخْتَلِـــــفْ لِكُلِّ أَهْلِ فَـــنٍّ مُخْتَلِــــــــف
عِنْدَ الْمُحَدِّثِ غَـْزوٌ وَقَــــــــوْلٌ وَصِفَةٌ وَتَقْريـــــرٌ وَفِعْــــــلٌ
وَسِيرَةُ النَّبِىِّ فِي تَمامِهــــــــــا بَعْدَ بَعْثَتِــــــهِ أَوْ قَبْلِـــــــــها
وَهُمْ يُعْنُونَ فِيها بِالصَّحِيــــــحِ مِنَ الأَخْبارِ بِالسَّنَدِ الصَّحِيـحِ
عِنْدَ الفَقِيـــهِ كُلُّ ما أَتَــــــــــتْ مِنْ غَيْـــرِ أَىِّ وَاجِـبٍ ثَبَـــتْ
وَقَدْ سَمَّوْها أَخِي بِالْمَسْـــــنُونِ فَكُنْ لَحَّاظاً لَهــــــا بِالْفُنـُـــونِ
عِنْدَ الأُصُولِي فِيها لِلْبَيـــــــانِ وَما جاءَ عَنْهُ سِوَى القُــــرْآنِ
مِنْ قَوْلِ وَفِعْــلِ وَتَقْرِيــــــــــرِ عَنْ رَسُولِ إلَهِنــــا القَدِيــــــرِ
وَعِنْدَ عَالِمِـــي العَقِيــــــــــــدَةِ وَدُعاةِ السُّنَّــةِ الرَّشِيـــــــــدَةِ
ما وَافَقَتْ ما بِالْحَدِيثِ وَالْكِتابِ وَإِجْماعٍ للسَّلَفِ أُولِى الألْبـابِ
بِالدَّلِيلِ فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعِبـَــــادَةِ هُدِيتَ أَخِي فِيهــا لِلزِّيـــــــادَةِ
وَضِدُّها سَمَّوْهــــــا الْبِدْعَــــةَ فِي كُلِّ ما خالَـفَ الشِّرْعَـــــةَ
وَالسُّنَّةُ الْغَرَّاءُ ذَاتُ مَنْزِلَـــــــة فِي دِيــــنِ اللهِ أَيِّ مَنْزِلَـــــــة
فَهْيَ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّيـــــنِ فَافْــهَمْ وَعِ وَخُذْ تَبْيِينـِـــــــي
وَهْىَ أَيْضاً وَحْىٌّ ثانـِــــــــــي بِلا مِرا بَعْدَ الكِتابِ وَالْمَثانـِــى
أَوْحاها اللهُ مَعْنَــــــىً لِلنَّبِـــــي واللَّفْظُ مِنْ رَسُولِــهِ الأَبـِـــــي
فَوَاجِبٌ فِيها أُخَــيَّ الاتِّبـــــــاعُ بِما أَتَى الدَّلِيلُ والإجْمــــــاعُ
كما أَتَى فى الحَشْروالأَحْــزابِ وَالنِّسَــــــــا فى آيِ الكِتـــابِ
وَقَدْ وُهِبَ جُوامِــــعُ الكَلِـــــــمِ وَهْوَ أُمِّيٌّ بِخَــطِّ الْقَلَـــــــــــمِ
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالفُنـُـــونِ فِي مَرْوِىٍّ بمعنىً لِلمُتــــُــــــونِ
فَأَجازَ بَعْضُهُم مَعْنَى المُتـُـونِ كابْنِ الصَّلاحِ وَأصْحابِ الفُنُـونِ
حُجَّتُهُم رَسائِلُ السُّفـــــــــراءِ لِدَعْوَةِ المُلُـــــــوكِ والأُمَـــــراءِ
وَآخَرُونَ لَمْ يُجِيــــزُوا بِافْتِراض كَمَالِــكٍ وَكَالْقاضِــي عِيــــاض
أَتَى القُرْآنُ بِالآي الْجَوامِــــــــــعِ وَلا يَعِـي فَهْمُها كُلُّ سامِـــــــــعِ
وَبَعْضُ آيِهِ أَتَـــــــتْ مُفَصِّلَـــــــة لِكُلِّ قـــــارِئٍ جاءَتْ مُعَـلِّـــــمَة
وَاعْلَمْ أَخِى بِأَنَّ وَحْىِ السُّنَّــــــــةِ أَتَى بَيــــانٌ بَيِّنٌ للأُمَّــــــــــــــةِ
فَوَضَّحَتْ مَعانِــــــــــيَ الأَحْكــامِ ماحِيَةً ما فِيهــــا مِنْ إبْهــــــــامِ
كَمَعْنَى غِيبَةٍ بِآيَـــــةِ الحُجـــراتِ ذِكْـــــرُ أَخٍ لَكَ بِعَيْـــــــــبِ ذَاتِ
وَجاءَتْ مُعَبِّرَةً بِغايَـــةِ الإحْكـــامِ مُفَصِّلَةً لِما فِى مُجْمَلِ الأحْكـــام
فَجــــاءَتْ بِأَحْكامٍ للصَّـــــــــــلاةِ وَالْبُيُوعِ وَالنِّكـــــــاحِ وَالزَّكـــاةِ
وَخَصَّصَتْ أَحْكامـــــاً بِالْحَدِيـــثِ لِعامِّـهِ فِي آي المَوَارِيـِـــــــــــثِ
كَمَنْـــعِ وارِثٍ نَصِيـــبَ إرْثـِـــــهِ بِقَتْـــــلِ عَمْدِ رَبِّ إِرْثـِـــــــــــهِ
كَما قُيِّـــــدَ يا أَخِــــــي بِالسُّنـَّـــةِ مُطْلَقُ قُـــرْآنِ بِرَّاً بِالأُمَّـــــــــةِ
كَقَطْـــــعِ يَدِ سارِقٍ بِحَـــــــــــــدِّ عِنْدَ مِفْصَـــــــلِ كَـــــفِّ الْيـَــــدِ
وَأَكَّـــــدَتْ أَوَامِــــرَ الْقـُــــــــرْآنِ بِأَمْــرٍ مِــنْ عَظِيـــــمِ الشـَّــانِ
فَأَتَى حَدِيــــثُ الْحَجِّ فَجَــــــــــاء بِحُسْـــنِ عِشْــــرَةِ النِّســــــــاء
وَمِنَ الأُصُولِ بِالْقـُــرْآنِ فَرَّعَــتْ أَحْكاماً فِيها لِلْبَيــــانِ فَأَوْسَعَـــتْ
وَبِالتَّشْرِيعِ قَدِ اسْتَقَلَّـتْ بِالْبَيـــــانِ فِيما لَـمْ يَـــــرِدْ مِــــنَ الْقُــــرْآنِ
كَرَجْـمِ زانٍ مُحْصَــنٍ أَوْ زانِيـَــة أَوْ جَمْــعِ زَوْجٍ بِعَمَّتِها كَثانِيـَـــة
وَمِنْ فَضْـــلِ إِلَهِنَــــا عَلَيْنــــــــا أَنْ أَوْصَـــلَ الدِّينَ إِلَيْنــــــــــــا
فَاخْتـَـصَّ الصَّحْــــبَ بِالْفُنـُـــونِ بِدِقـَّـــــــةٍ وَحِفْــــــظٍ لِلْمُتــُــونِ
فَكانُـــــــوا أَهْـــلاً لِلْفَضِيــــــــلَةِ أَتْقِياءَ كارِهِيـــنَ لِلرَّذِيلَــــــــــةِ
دَعا النَّبِــــيُّ صَحْبَــهُ فَتَعَلَّمُــــوا دِيِنَ الإِلَــهِ وَالْقـُـرْآنَ فَأَسْلَمُــــوا
وَفِى بِدَايـَـــةِ دَعْوَتـِـــــــهِ اتَّخَــذْ داراً فَكــــانَتْ خَيْـــــــرَ مُتَّخَــذْ
وَبَعْــدَ هِجْـــــرَةٍ أَقامَ مَسْجِــــــدا فَجُعِلَ كَيْــــداً لأصْحـابِ العِــدا
وَقَــدْ أَجـــــادَ فـِـــي التَّعْلِيـــــــمِ رَسُولُنـَــا بِهَدْيِهِ الْفَذِّ القويـــــــم
مُراعِيَ الْيُسْر لِتُدْرِكَ الْعُقـُــــولُ مُكَــــرِّراً ثلاثـــاً ما يَقُــــــولُ
وَإِنِ اقْتَــضَى حــــــالُ المَقــــامِ رَأَيْتـَهُ اسْتَفـاضَ فِـي الكـَـــلامِ
وَكانَتْ هِمَّةُ الأَصْحابِ عالِيـَـــةً لِفِقْهِ دِيـــــنِ اللـــــهِ ساعِيــَـــــةً
فلازَمُوُه دَوْماً فِى المَجالِـــــــسِ كَالصِّدِّيـِـقِ وَرَبِّ الْهِرَّةِ الدَّوْسِى
وَمِنْهُمْ مَنْ تَنــــــاوَبَ الأَيَّامـــــا كَعُمَرَ وَجارِهِ لِلْعِلْـــــــمِ رامـــــا
وَمِنْهُمْ مَــنْ تَلَقَّـــى بِالسَّمــــــاعِ وَآخَـــرُ رأَى فِعَالَــــــــهُ كَــدَاعِ
وَلَـمْ تَكُــنْ عَلى الرِّجالِ قاصِرَة بَلِ النِّسـاءُ كُـنَّ فِيـها حاضِــرَة
يَسْأَلْنـَــــهُ فِي مَسْجِـــدٍ أَوْ فَجِّــهِ وِإنْ اسْتَحَيْنَ فَعَنْ طَرِيقِ زَوْجِهِ
رَأَى أُخَـــيَّ بَعْـضُ مَــنْ وَهِـــمَ وَلَمْ يَعِ أيَضـــــاً وَلا فَهِــــــــــمَ
أَنَّ الْحَدِيـــثَ قَطًّ لَـــمْ يُـــــدَوَّنْ فِي عَهْدِهِ وَلَمْ يُخَطِّ أَوْ يُعَنْــــوَنْ
بَلْ قَدْ نَهَى عَــنِ الْكِتابـَــــــــــةِ خَوْفاً لِخَلْطِــــهِ بِنَـــصِّ آيـَــــــةِ
وَبَعْدَما اطْمَـأَنَّ للصحابـــــــــة فِى ضَبْطٍ لِلْحَدِيـثِ وَالرّوايَـــــة
أُذِنَ لِبَعْضِهِـــمُ مِـــنَ النَّبـِــــــي كَصُحُفِ ابْنِ عَمْــــرٍو وَعَلِـــى
وَكُتُـبِ النَّبِى لِمُلُوكِ الشَّـــــــامِ يَدْعُوهُمُ فِيها إلَــى الإسـْــــــلامِ
وَبَعْدَ أنِ انْتَشَرَ الإســــــــــــلامُ وأَسْلَمَ لِرَبِّنا الأنـــــــــــــــــــامُ
طافَ الصَّحابَةُ بِالْبُلْـــــــــــدانِ يُعَلِّمُــــــونَ سُنـَّـــةَ الْعَدْنــــــانِ
فَتَلَقـَّـــى التَّابِعـُـــونَ عِلْمَهُــــــمْ وَتابِعُوهُــمْ أَيْضاً حاذُوا حَذْوَهُمْ
وَخُشِىَ أُخَـــىَّ فَقْدَ السُّنـَّـــــــــةِ بِمَوْتِ حَفَظَـــــــــةِ الأُمـَّــــــةِ
فَعَزَمَ عَلَى تَدْوِينِــها وَلَمْ يُقَصِّـرْ خامِسُ الْخُلَفــــاءِ إِنَّهُ عُمَـــــــر
فَأَمَرَ حَبْرَ الْحَدِيثِ وَالْكِتــــــابِ أَعْنِى الزُّهْرِىَ فَهْوَ ابْنُ شِهابِ
ثـُـمَّ أَتَى فى قَـــــرْنِ تالِـــــــــي وَفـِـى عَهْــــدِ إِمامٍ ثانـِـــــــــي
جَماعَةٌ مِنْ أَهْلِ السُّنـــَّــــــــــةِ كَمالِكِ فَنِعْــمَ حَبْـــرُ الأُمـَّـــــةِ
فَـأَلَّفَ سِفْراً سُمِّىِ الْمُوَطَّــــــــأ فَجَمَعَ النَّاسَ بِهِ وَوَطَّــــــــــــأ
وَجاءَ قَــرْنٌ ثالِـثٌ فِيِهِ ازْدَهَـــر عِلْمُ الْحَدِيثِ بِالتَّصانِيفِ الْكُثُــر
جامِعُـونَ لِلصَّحابي كُلَّ ما رَوَى كَمُسْنَدِ أَحْمَـــــــــدَ والَّذِى حَوَى
وَمِنْهـا أَيْضاً كُتـُــبُ الْجَوَامِـــــعِ كَجَامِعِ الْبُخــارِي نِعْمَ الْجامِـــعِ
وَأكْــرِمْ بِالصَّحِيــــحِ الثَّانِـــــــى بَعْدَ الْكِتــــابِ والْمَثانِــــــــــى
أَعْنِى بِهِ صَحِيحّ مُسْلِــــــــــــــمٍ أَنْعِمْ بِهِ فِى ضَبْــــــطٍ مُحْكَــــمٍ
وَمِنْها أَيْضاً ما سَمَّوْه بِالسُّنَـــــنِ فَاَوْرَدُوا أَبْوابَ الْفِقْـــهِ وَالسُّنَــنِ
كالنَّسائيِّ الْعالِــــــمِ الرَّبَّــــــانِي وَأيْضاً حَبْرِ الْفِقْـــهِ السِّجِسْتانِـى
وَابْنِ ماجَــهْ أَعْنِى الْقَزْوِيِنـِــــى وَابنِ سَوْرَة فَعِ تَبْيِينِــــــــــــــى
وَهَذا ما رُمْتُ مِنَ الْبَيـَــــــــــانِ لِكُلِّ ذِى لُــــبٍّ وَذِى إِيمـــــــانِ
فَوْقَ الثَّمَانِيـــنَ بِسَبْعَةٍ أَتـَــــــتْ أَرِّخْ ( نَشُمُّهُ الشَّذا ) قَدْ خُتِمَـتْ
وَالْحَمْــــدُ لِلهِ عَلَى التَّمــــــــــامِ ثُمَّ صَــــلاتُه مَعَ السَّــــــــــــلامِ
عَلَى النَّبِى الْمُصْطَفَى الْمُخْتـــارِ وَآلِهِ وَصَحْبِــــهِ الأَبْــــــــــرارِ
ونظمه الفقير إلى ربه ؛
- محمد حسن نور الدين إسماعيل -
التاسع من شهر شعبان 1427 هـ
.................
بارك الله في شيخنا الفاضل وجزاه الله عنا كل خير
بما سطَّر ونظَّم لنا في أبياته التي بلغ عددها فوق الثمانين بسبعة
فأجادَ بالشرح والتفصيل وأتقنَ الوصف والتبيين
" اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين "
| |
الموضوعالأصلي : المَنْظُومَةُ المُحَمَّدِيَّةُ فِي تَدْوِينِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ ... المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: