فى بيت متواضع من البيوت المدينة المنورة عاشت " خولة بنت ثعلبة مع زوجها الشيخ الكبير " اوس بن الصامت " ترعى شيخوخته وتحسن معاملته راضية بقسوة الحياة معه صابرة على ضيق العيش الذى كان فيه زوجها متمثلة قول الله تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة )
لكن زوجها ..... ذلك الشيخ العجوز كان قاسيا ساخطا على حظه من الحياة يسئ دائما إلى زوجته بلسانه ويده يتهال عليها سبا وشتما فى مناسبة وغير مناسبة لا يرعى لها حرمة أو حقا .
وذات يوم من الأيام ، كان عائدآ إلى داره يسبقة سعاله الحاد وما
أن دخل ، حتى أسرعت زوجته الوفيه تقدم له الماء حتى يهدئ من سعاله وبسرعة أحضرت له الطعام فهى تعلم أن زوجها لا يصبر على الجوع ....
وما أن رأى الزوج الطعام المكون من الخبز والزيت ، حتى إنهال على زوجته يسبها ويلعنها وهى تحاول ترضية وتقول له :
( إحمد الله يا زوجى العزيز على هذه النعمة فغيرنا لا يجد مثلها ) .
وهكذا كانت تسير حياة الزوجين .. وفاء وصبر من الزوجة .
وحسن معاملة لزوجها .. وزوج ساخط يسئ لزوجته ولا يحسن عشرتها .
إلى أن وقعت الكارثة يوم دخل الزوج داره جائعآ فلم يجد زوجته أخذ يبحث عن طعام فوجد الدار خالية من أى طعام أذن لها بالخروج لأداء الصلاة فى المسجد وما أن عادت زوجته .
أحست الزوجة بالدموع الساخنة تشوى خديها وهى تردد :
( يالك من زوج لا تقدر الجميل انا لم أذق طعامآ منذ يومين وكنت أدخره لك وأحرم نفسى ) .
ولم تهدأ ثورة الرجل إلا بعد أن أقسم قائلآ لها :
(( أنت على كظهر أمى )) .
صرخت الزوجة .
(( يالك من رجل ! أهكذا تطلقنى ؟! تطلقنى كما كان يفعل فى الجاهلية ونحن فى كنف الإسلام وبجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وخرج الرجل بعد أن ألقى القنبلة التى هدمت بيته وحين عاد نسى كل شئ وأراد من زوجته ما يريده الزوج من زوجته فصرخت فيه :
( أنا محرمة عليك كأمك كيف تقربنى) ؟.!
لكنه حاول وحاول . فأسرعت الزوجة بالفرار ، وهناك بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم .جلست تشكو أمرها ، وتقص سوء معاملة زوجها وقسوته ، فقال لها :
( يا خوله ... لقد أنزل الله فيك وفى زوجك قرآنا ، ثم قرأ :
( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير.‏ الذين يظهرون منكم من نسائهم ما هن أمهتهم إن أمهتهم إلا الئ ولدنهم وإنهم ليقولون منكرآ من القول وزورآ وإن الله لعفو غفور . والذين يظهرون من نسائهم يعودون لما قالوا فتحرير رقبه من قبل أن يتماساذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينآ ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكفرين عذاب أليم ). صدق الله العظيم

وهكذا وضع الإسلام حلآ لمشكلة ( الظهار) فلا تصير الزوجة محرمة على زوجها كالأم لأنها ليست أمه الحقيقية .