ريطة بنت عمرو المخزومى



كانت " ربطة بنت عمرو " تعيش طفولتها سعيدة فى بيت أبيها تنعم بما ينعم به زميلاتها من بنات أثرياء مكة .
وشبت " ريطة" وأصبحت شابة تتطلع إلى ما تتطلع إليه كل فتاه أكتملت أنوثتها ... تتطلع إلى فتى الأحلام تبنى معه عشهما ويهدهدانه بالحب والحنان كانت كل حيين تحضر زفاف واحدة من صويحباتها منتظرة دورها تتوقعة قريبآ..
وطال بها التوقع والإنتظار ولا أحد يطرق بابها يطلب يدها ؟!
يا لقسوة الإنتظار .. الأمل يموت فى نفسها يومآ بعد يوم لكن حب الحياة يصارع اليأس ويبنى الآمال على رمال صحراء مكة .. أبواها لا يملكان غير نظرات القلق والإشفاق يحاولان أن يخففا عن " ريطة " ويمنيانها بالعريس القادم حتمآ فى موكب الأيام .
وتمضى الأيام ثقيلة .. ... ثقيلة .. ...... قاتلة .. ..... تضع " ريطة"
عند سن الأربعين وآمالها فى الزواج تتسرب منها كما يتسرب الماء من بين أصابع اليد ...... أمها تمنيها بالعريس القادم عندما يكتمل الهلال فى السماء هكذا قالت لها العرافة ... ويكتمل الهلال وينقص .. ويكتمل الهلال وينقص ونبوءة العرافة لا تتحقق .
ويرحل والد " ريطة " إلىمثواة الأخير وتغلق الدار على الفتاة وأمها التى جاوزت السبعين . وذات صباح يطرق الباب طارق وعندما تفتح الأم العجوز السبعين . تجد أختها قادمة من ديار ( بنى تميم ) أختها التى لم تراها منذ سنين ومعها إبنها " صخر" لقد جاءت لتخطب " ريطة " لفتاها .
يالسعادة ..... " ريطة " ستزف إلى " صخر" إبن خالتها !! ذلك الفتى الوسيم الممتلئ قوة وشبابآ . !!
وعادت الخالة مع فتاها إلى ديارها والفتى يجادل أمة : إنها كبيرة يا أمى .. عجوز .. دميمة كيف أتزوجدها ؟!
وبصوت الخبث والجشع والخداع تجيب الأم :
إنها غنية يا بنى تزوجها ومن مالها تزوج غيرها وزفت " ريطة" إلى صخر " بعد أن كانت أمها قد لحقت بوالدها .
وما هى الأيام حتى وجدت ريطة زوجها حزينآ كئيبآ فسألته :
ما بك يا صخر ؟!
فيجيبها :
أفكر فى السفر بتجارة إلى الشام .
فقالت له :
وما الداعى لذلك أنا عندى أموال كثيرة ولا نريد تجارة أو ربحآ .
لكنة إستطاع أن يخدعها وأخذ جزءآ كبيرآ من مالها وكما قال سافر إلى الشام مع القافلة .
"ريطة " تنتظر عودة "صخر" ومر شهر شهران لكنة لم يعد وعلمت من العائدين من الشام أن صخر لم يسافر قط .
وعندما ذهبت إلى ديار قومة تسأل عنه قابلها بكل قسوة وفتور ولما سألته عما حدث قال لها :
أنت لم تعودى زوجتى كيف أحبس نفسى وأدفن شبابى مع عجوز مثلك !!

وعادت " ريطة " إلى دارها ومعها حزن الدنيا كله تبكى الإنسان وظلمة للإنسان .
وذات صباح تناولت " مغزل" أمها ومكثت طوال النهار تغزل الصوزف تغزل معه همآ وقبل أن تأوى إلى فراشها إنقضت على غزالها تقطعة إربآ إربآ .
وفى يوم التالى هكذا فعلت وأخيرآ إشترت كمية كبيرة من الصوف . وإستأجرت فتيات يغزلن معها وفى آخر كل نهار تمزق ما غزلته الفتيات طوال النهار وهكذا ظل حالها تنقض غزلها فى آخر كل يوم - وشاءت السماء أن تذكر المسلمين بهذه المراة وأن عليهم ألا يبطلوا أعمالهم ولا يبعثرو جهودهم وطافقاتهم كما فعلت هذه المرأة .
ونزل قول الحق تبارك وتعالى :
(( واوفو بعهد الله إذا عهدتم ولا تنقضوا الأيمن بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلآ إن الله يعلم ما تفعلون . ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكث تتخذون أيمانكم دخلآ بينكم ان تكون أمة هى أربى من أمه إنما يبلوكم الله به وليبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون .ولو شاء اله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعلمون .ولا تتخذوا أيمانكم دخلآ بينكم فتنزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم . ولا تشترى بعهد الله ثمنآ قليلآ إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون . ما عندكم بنفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون . من عمل صالحآ من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحس ما كانو يعملون ))
صدق الله العظيم