الأعمش وتلميذه
من طرائف مل يحكى عن الإمام الأعمش - رحمة الله - ما ذكره الخطيب البغدادى فى شرف أهل الحديث ، من أن الرجل - الأعمش - كان شحيحآ فى حديثة حتى لا يعطى الحديث من لا يستحقة ، فكانت طلبته ينحايلون عليه حتى أن تلميذة عيسى بن يونس يقول : كنا فى جنازة والأعمش معنا - وكان رحمه الله أعمى - فأخذت يده لأعيده إلى الدار وبدلأ من ذلك مضى به عيسى حتى وصل إلى الصحراء . ثم قال:
- يا إمام أتدرى أين نحن ؟ إننا فى الصحراء ووالله لا أعيدك حتى تحدثنى فلم يجد الأعمش بدا من التحديث
فراح يملى الحديث على عيسى وهو يكتب فى ألواحة حتى إذا دخل البلد دفع عيسى الألواح إلى طالب علم آخر لعلمة بما سيفعل شيخه فما إن وصل إلى الدار حتى صاح الأعمش :- خذوا الألواح منه.
فقال عيسى : قد فاتت الألواح يا إمام
فقال الأعمش : كل ما حديثك به كذب.
فقال عيسى : أنت أعلم بالله من أن تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما رأى الأعمش حرصه ومثابرته تركة ولم يكن الأمر أكثر من كسر شموخ كاذب وكبر قد يتسرب إلى النفوس ومن لم يصبر على ذل العلم ساعة ظل فى ذل إلى قيام الساعة.
| |
الموضوعالأصلي : الأعمش وتلميذه المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: