روى البخاري في التاريخ عن عقيل بن أبي طالب قال : جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : إن ابن أخيك هذا قد آذانا في نادينا ومسجدنا فانهه عنا .
فقال : يا عقيل انطلق فأنني بمحمد .. فانطلقت فاستخرجته من كنس أو قال خنس ، يقول : بيت صغير ، فجاء به في الظهيرة في شدة الحر .
فلما آتاهم قال : إن بني عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم ومسجدهم ، فانته عن أذاهم .
فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ببصره إلى السماء . فقال : (( ترون هذه الشمس ؟ )) قالوا نعم ! قال : (( فما أنا بأقدر أن أدع ذلك عنكم على أن تشتعلوا منه بشعلة )) .
ففال أبو طالب : والله ما كذب أبن أخي قط فارجعوا .
قال ابن إسحاق : ثم قال أبو طالب في ذلك .
والله لن يصلوا إليك بجمعهم
فامضي لأمرك ما عليك غضاضة
وعدوتني وعلمت أنك ناصحي
وعرضت دينا قد عرفت بأنه
لولا الملامة أو حذاري سبة
حتى أو سد في التراب دفينا
أبشر وقر بذاك منك عيوناً
فلقد صدقت وكنت قدم أميناً
من خير أديان البرية ديناً
لوجدتني سمحاً بذاك مبيناً
وفي ذلك لالة على أن الله تعالى عصمه بعمه مع خلافه إياه في دينه ، وقد كان يعصمة حيث لا يكون بما شاء , لا معقب لحكمه .
درجة الحديث عن أهل العلم :
صححه
الحافظ ابن حجر ، وحسنه الألباني .
الفوائد والعبر :
1- إراده الله أقتضت أن يعصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم بعمة رغم خلاف المعتقد .
2- صبر الداعية على أذى قومه من مستلزمات الدعوة .
3- ثبات الإيمان في قلب المؤمن لا يحركه شيء
4- دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ميدانية في كل مكان .
5- موقف المشركين المشين من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم , والتحريض والتأليب عليه .
| |
الموضوعالأصلي : من أساليب المشركين في وأد الدعوة المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: