بسم الله الرحمن الرحيم
إذا وجدت نفسك غير قادر على فعل الطاعات .. لا تقدر على قيام الليل بالرغم من سماعك للأحاديث والآيات في فضله،
وتتمنى أن تحافظ عليه كل ليلة .. لكن عندما يحل الليل تجد نفسك متعب ومنهك وتنشغل في أي شيء وتنام ولا تقوم الليل.
تتمنى أن تصوم صيام داود .. فتأخذ الاحتياطات وتتسحر وتصبح بالنهار فتجد نفسك متعبًا فلا تصوم .
تتمنى أن تختم القرآن قراءةً كل أسبوع مثل السلف، لكنك تجده ثقيل عليك ..
لو يحدث هذا لك، فاعلم أن من وراءه ذنب،،
قال سفيان الثوري "حرمت قيام الليل لخمسة أشهر بذنب أصبته" .. وفي بعض الروايات ذكر أن الذنب الذي أصابه سفيان إنه مر على رجل يتكلم، فقال في نفسه: هذا مرائي!
وأنت ......ما الذي حرمك من الطاعة؟
وقال رجل لابن مسعود :لا أستطيع قيام الليل، فقال: "أبعدتك الذنوب".
فقد تكون تسير على طريق الالتزام
ولا تقع في الذنوب المعتادةبين الناس،
لكن هذا الذنب قد يكون كلمة قلتها دون أن تلقي لها بالاً فتعاقب عليها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
*إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة *
تخريج السيوطي
(مالك حم ت ن هـ حب ك) عن بلال بن الحارث.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 1619 في صحيح الجامع.
تذكَّر أن الذنب الذي تحتقره أنت .. عظيم عند الله تعالى
{..وَتَحسَبونَه هَيِّنًا وَهوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النور: 15]
كان هذا الرجل يرتدي لبسًا مباحًا، ولكن دخل في قلبه شيء من الكبر والخيلاء فاستوجب غضب الرحمن. فلما غضب عليه، انشقت الأرض وابتلعته.
فما بال المتبرجة تمشي متبخترة، ماذا سيكون حالها؟!
والذي يجاهر بالذنوب والمعاصي ماذا سيكون حاله؟!
بعض الناس يعيش في غفلة وقد أنعم الله عليه بالصحة والعافية، ويظن إنه في خير حال حتى يصفع الصفعة الأولى كتحذير له ولكن يظل بعدها يتخبط بعض الشيء .. قد تكون هذه العقوبة رسائل في صورة مرض، أو أن يمنع عنه رزق معين كأن لا يوفق في عمل ما أو في زواج أو ما شابه.
ثم إذا لم يفقّ من غفلته يصفع الصفعة الثانية، وتكون أشد من الأولى. وبعدها إذا لم ينتبه تزداد العقوبة وإذا استمر على حال الغفلة، يصل الأمر إلى غضب الرحمن .. وهذه لا تطيقها.
ونحن لا نقدر ولا نستطيع ولا نطيق أي شيء من هذه العقوبات،،
ولكي تسلم من غضـب الله .. لا تغضب
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله ما يباعدني من غضب الله عز وجل؟،قال "لا تغضب"
[رواه أحمد وابن حبان وحسنه الألباني] ..
فلا تغضب حتى لا يغضب منك الرحمن.
بعد كل ما علمته من عقوبات الذنوب .. ألم تكره تلك الحياة المليئة بالمعاصي بعد؟
ألا تريد أن تتطهر وأن تعيش مُقبلاً على ربك؟ .. ألا تريد أن يمتلأ قلبك بحب الله والتعلُق به وحده دون سواه؟
لو ما عرفته ولّد عندك الرغبة في التوبة .. فأنت علىأول خطوات التغيير ..
واتقوا الله عباد الله .. {..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]
نسأل الله أن يأخذ بأيدينا ونواصينا إليه أخذ الكرام عليه،،
المصادر:
درس "آه من ذنوبي" للشيخ هاني حلمي.
| |
الموضوعالأصلي : {..وَتَحسَبونَه هَيِّنًا وَهوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}[النور: 15] المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: