السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** التواضع المحمــــــدى **
إذا كان التواضع معناه إظهار الضعة وذلك من رفيع القدر عالى المقام
شريف الأصل والمحتد وهو كذلك فإن خلق التواضع من أفضل الأخلاق
وأسماها وقد بلغ فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم شأواً لا يلحقه
فيه أحد من الأولين ولا من الآخرين.
وباستعراضنا لأقواله صلي الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله الظاهرة
تتجلي هذه الحقيقة ويطمع كل مؤمن أن ينال قدراً من التواضع ائتساء
بنبيه محمد صلي الله عليه وسلم .
** مظاهر التواضع المحمدى **
أخبر صلي الله عليه وسلم أنه قد خير بين أن يكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً
فاختار أن يكون نبياً عبداً واخبر أن الله تعالى كافأه على اختياره العبودية
بأن يكون سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع فاختياره
العبودية على الملوكية أكبر مظهر من مظاهر التواضع المحمدى .
* حدث أبو أمامة رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله متوكئاً على
عصا فقمنا له فقال:"لاتقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضها بعضاً
وقال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد "
ماعرف به صلي الله عليه وسلم وشهد به غير واحد من أصحابه وأنه
كان يركب الحمار ويردف خلفه ويعود المساكين ويجالس الفقراء
ويجيب دعوة العبد ويجلس بين أصحابه مختلطاً بهم حيثما انتهى به
المجلس جلس وكان يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب .
* قوله صلي الله عليه وسلم :"لا تطرونى كما اطرت النصارى ابن مريم
وإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله "
* فى حجة الذى أهدى فيه مائة بدنة حج على بعير فوقه رحل عليه قطيفة ماتساوى أربعة دراهم .
* ولما فتح الله تعالى على رسوله مكة ودخلها ظافراً منتصراً والجيوش الإسلامية قد دخلتها من كل أبواب دخل راكباً على ناقته وإن لحيته الشريفة
تكاد تمس قائم رحله تطامناً وتواضعاً لله عزوجل وهو موقف لم يقفه
غيره فى دنيا البشر فقط .
* قوله صلي الله عليه وسلم :" لا تفضلونى على يونس بن متى ولا تفضلوا
بين الأنبياء ولا تخيرونى على موسي ونحن أحق بالشك من إبراهيم ولو
لبثت مالبث يوسف فى السجن لأجبت الداعى ".
* وقوله صلي الله عليه وسلم للذى قال له :ياخير البرية:"ذاك إبراهيم ".
* ماأخبر به بعض نسائه وتحدثن وهو أنه صلي الله عليه وسلم يكون فى
بيته فى مهنة أهله يفلي ثوبه ويحلب شاته ويرفع ثوبه ويخصف ضله
ويخدم نفسه ويقم البيت ويعقل البعير ويعلف ناضحه ويأكل مع الخادم
ويعجن معها ويحمل بضاعته من السوق .
* دخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له : " هون على نفسك فإنى لست ملكاً وإنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد ".
* حدث أبو هريرة رضي الله عنه فقال : دخلت السوق مع النبي صلي الله
عليه وسلم فاشترى سراويل وقال للوازن زن وارجح فوثب الوزان إلى
يد النبي صلي الله عليه وسلم يقبلها فجذب يده وقال: " هذا تفعله الأعاجم بملوكها ولست بملك إنما أنا رجل منكم " ثم أخذ السراويل فذهبت لأحملها فقال : "صاحب الشئ أحق بشيئه أن يحمله ".
أن كل مظهر من هذه المظاهر التى بلغت أحد عشر مظهراً دال بمفرده
على كماله صلي الله عليه وسلم ثم تواضعه وأنه مضرب المثل فى
ذلك ولما كان كماله لا يدانى فيه تواضعه يكون آية نبوته ومعجزة
رسالته .وغير مانع محاولة الائتساء لأن التواضع من الأخلاق
المكتسبة وبقدر صدق النية والرغبة الصادقة يحصل للعبد مايرغب
فيه من الكمالات المحمدية التى هى موضع الائتساء به صلي الله عليه وسلم .
| |
الموضوعالأصلي : :: التواضع المحمــدى :: المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: