مدرسة الصيام تربي الأسرة زوجا وزوجة على الحب القلبي والتفاهم العقلي والتناغم الجسدي، وترتقي بالأولاد إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن العادات ، ورفيع المكرمات، ويتضح ذلك مما يلى :

1 - قبل العقد والبناء
مدرسة الصيام تصنع الزوجين ليكونا متوازنين معتدلين في الطبع والمزاج، والخلق والجسد، وهما أكبر أمان للحياة الزوجية السعيدة.

2 - الصوم لمن لا يقدر على الزواج وجاءٌ من الانحراف والانجراف
كما جاء عن رسول الله r , فالانحراف يؤدي إلى التمادي في الحرام والعزوف عن الحلال مما يؤدى إلى العنوسة ، وهى أخطر أمراض المجتمع ، أو تؤدي إلى الشك فى الطرف الآخر ، فإذا تزوج أو تزوجت عاشا معا على الشكوك فى الأفعال والتصرفات من الماضى قبل الزواج ؛ مما يؤثر سلبا على الحياة إن استمرت ، أو يقطع حبالها إلى الشقاق والطلاق .

3 - المودة والرحمة هما أساس السعادة الزوجية
كما قال سبحانه في (سورة الروم : 21) {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} وهما لا يشتريان بأي مال، بل تنزل الرحمات مع أول عشر من رمضان حتى آخره ، وتتوالى الرحمات مع تلاوة القرآن والذكر والقيام ، وتنزل الملائكة تستمع إلى القرآن وتصلي على المتسحرين ، وتؤمن على دعاء الصائمين والقائمين والقانتين ، فتهرب الشياطين وتفتح أبواب الحب القلبي ، وهو بالاستقراء أول غائب عند كثير من الأسر.

4 - علاج شهوة الجنس بالقدرة على الامتناع عن الحلال
وهي أكبر ضامن للزوجين ألا تزل قدم بعد ثبوتها ، فتنهار أمام سعار الجنس الذي يملأ الشاشات والإنترنت والمجلات، وتستهوي الرجال والنساء ، مما يؤدي إلى العزوف عن الحلال والهروب إلى الحرام ، فتخرب البيوت ، لأن المسلم أو المسلمة لم يعش معنى وسر الصيام التربوي الذي يلجم شهوة الجنس حتى عن الحلال بعض الوقت فكيف بالحرام الذي يفتح أبواب الجحيم في الدنيا والآخرة .

5 - من هدي النبي rأن يجعل من الصيام وسيلة للوئام مع أزواجه
فكان إذا لم يوجد الطعام يقول إني صائم ليتعلم كل زوج ألا يثور ويفور لتأخر الطعام مما يجرد الإنسان عن إنسانيته لتشعر الزوجة بحيوانية زوجها فينقبض قلبها ، ويفتر حبها وهي قنابل مدمرة لأية أسرة.

6 - من الهدي الإسلامي ألا يصوم رجل أو امرأة تطوعا إلا بإذن من الآخر ،
أمر النبي r عبد الله بن عمرو بن العاص أن يعتدل في صومه ليوفي بحق أهله ، وكذلك لا تصوم المرأة تطوعا وزوجها شاهد إلا بإذنه، هذا أيضا من الرقي الإسلامي بتصريف الشهوة دون الرهبنة والتبتل.

7 - من رحمة الله تعالى أن أحل الرفث واللقاء بين الزوجين من المغرب إلى الفجر،
وضمن ذلك آيات الصيام ليتلاءم مع نداء الفطرة ، وليجعل ذلك علامة على وسطية الإسلام بين السعار الجنسي المذموم والترهبن المزعوم.

8 - شهر رمضان ومدرسة الصيام تربية للأسرة كلها
فهم يتسحرون معا ، ويصلون في المسجد معا ، ويعتكفون معا ، وقد كان r إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله وأيقظ أهله، وكانت زوجاته يعتكفن معه فى المسجد أو يزرنه، وكان الأصحاب يصومون ويعوّدون أبناءهم الصغار على شعيرة الصيام ، ويجعلون لهم اللعبة من العهن (الصوف) يلعبون بها حتى يأتى وقت الإفطار، لتكون الأسرة كلها فى معية الله وحفظه.

9 - مدرسة الصيام تعلم الزوج الرفق الشديد بالزوجة الحامل والمرضع والحائض ؛
حيث وضع عنها ربها الذي خلقها فرض الصيام لتصوم وقتا آخر أو تفدي ، لتكون رسالة لكل زوج مسلم أن يكون عطوفا حنونا على زوجته خاصة فى مرضها أو ضعفها عند حملها أو إرضاعها أو حيضها ، وهو أكبر سبب يجعل الزوجة تشعر بالأمان في كنف رجل ذا مروءة وإحسان لأنه من الكرام وليس من اللئام الذين يستروحون الورد عند إيناعه، وينصرفون إلى غيره عند ذبوله.

10- الصيام لجام اللسان
أن يقول زوج لزوجته أو تقول زوجة لزوجها ما يوغر الصدر ، ويورث الشحناء والبغضاء ، بل يجعل الصيام حلو الكلام وطيب الفعال عنوانا لكل أسرة مسلمة.
بهذا يصنع الصيام الأسرة على الحب والانسجام، ويعالج جميع الجراح والآلام.