∆ قال البخاري =... عن أنس قال : لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه الكرب ؛ فقالت فاطمة: واكربَ أبتاه ... فقال لها : ليس على أبيك كرب بعد اليوم ... فلما مات قالت : واأبتاه أجاب ربّاً دعاه ، يا ابتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا ابتاه الى جبريل ننعاه ... فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس ، أطابتْ أنفسُكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب ؟...
رواه في كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ) ( الزمر 30 - 31 )، وقال يونس عن الزهري قال عروة ، قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه : يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم ...
وأخرجه البيهقي في الكبرى والدلائل ، وعبد بن حميد في مسنده، والطيالسي إلى قوله صلى الله عليه وسلم : ليس على أبيك كرب بعد اليوم
وأخرجه ابن ماجه ، ولفظه = ... عن أنس أن فاطمة قالت حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم : وا أبتاه إلى جبرائيل أنعاه ، وا أبتاه من ربه ما أدناه ، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، وا أبتاه أجاب ربا دعاه .../ قال حماد فرأيت ثابتا حين حدث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف .
وأخرجه الحاكم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .
وفي رواية للطبراني في الكبير :عن أنس، أن فاطمة، قالت:يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب، وا أبتاه من ربه ما أدناه، وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وقالت: وا أبتاه إلى جبريل ننعاه، وا أبتاه أجاب ربا دعاه....
- وأخرجه الدارمي ، وأبو يعلى ، وابن حبان ، وعبد بن حميد ن والطيالسي...
◄شرح : طابت نفسه = ارتاحت وسمحت ... حثا وحثي =ألقى التراب ورماه وأهاله ... المأوى = المنزل والمستقر والمقام ... نعى الميت = أذاع موته وأخبر به .
++ قال ابن حجر رحمه الله = قوله : ( واكرب أباه ) ، في رواية مبارك بن فضالة عن ثابت عند النسائي " واكرباه " والأول أصوب لقوله في نفس الخبر " ليس على أبيك كرب بعد اليوم " وهذا يدل أنها لم ترفع صوتها بذلك وإلا لكان ينهاها.... وقوله : ( يا أبتاه ) ، كأنها قالت : يا أبي والمثناة بدل من التحتانية والألف للندبة ولمد الصوت والهاء للسكت .... وقوله : ( من جنة الفردوس مأواه ) ، بفتح الميم في أوله على أنها موصولة ، وحكى الطيبي عن نسخة من " المصابيح " بكسرها على أنها حرف جر ، قال : والأول أولى ... وقوله : ( إلى جبريل ننعاه ) ، قيل : الصواب إلى جبريل نعاه ، جزم بذلك سبط ابن الجوزي في " المرآة " ، والأول موجه فلا معنى لتغليظ الرواة بالظن ، وزاد الطبراني من طريق عارم والإسماعيلي من طريق سعيد بن سليمان كلاهما عن حماد في هذا الحديث " يا أبتاه ، من ربه ما أدناه " ومثله للطبراني من طريق معمر ، ولأبي داود من طريق حماد بن سلمة كلاهما عن ثابت به ، قال الخطابي : زعم بعض من لا يعد في أهل العلم أن المراد بقوله عليه الصلاة والسلام : " لا كرب على أبيك بعد اليوم " أن كربه كان شفقة على أمته لما علم من وقوع الفتن والاختلاف ، وهذا ليس بشيء لأنه كان يلزم أن تنقطع شفقته على أمته بموته ، والواقع أنها باقية إلى يوم القيامة لأنه مبعوث إلى من جاء بعده وأعمالهم تعرض عليه ، وإنما الكلام على ظاهره ، وأن المراد بالكرب ما كان يجده من شدة الموت ، وكان فيما يصيب جسده من الآلام كالبشر ليتضاعف له الأجر كما تقدم .... وقوله : ( فلما دفن قالت فاطمة : يا أنس إلخ ) ، وهذا من رواية أنس عن فاطمة ، وأشارت عليها السلام بذلك إلى عتابهم على إقدامهم على ذلك لأنه يدل على خلاف ما عرفته منهم من رقة قلوبهم عليه لشدة محبتهم له ، وسكت أنس عن جوابها رعاية لها ولسان حاله يقول : لم تطب أنفسنا بذلك ، إلا أنا قهرناها على فعله امتثالا لأمره ... وقد قال أبو سعيد فيما أخرجه البزار بسند جيد : " وما نفضنا أيدينا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا " ... ومثله في حديث ثابت عن أنس عند الترمذي وغيره ، يريد أنهم وجدوها تغيرت عما عهدوه في حياته من الألفة والصفاء والرقة ، لفقدان ما كان يمدهم به من التعليم والتأديب... ويستفاد من الحديث جواز التوجع للميت عند احتضاره بمثل قول فاطمة عليها السلام " واكرب أباه " وأنه ليس من النياحة ، لأنه صلى الله عليه وسلم أقرها على ذلك ... وأما قولها بعد أن قبض " وا أبتاه إلخ " فيؤخذ منه أن تلك الألفاظ إذا كان الميت متصفا بها لا يمنع ذكره لها بعد موته ، بخلاف ما إذا كانت فيه ظاهرا وهو في الباطن بخلافه أو لا يتحقق اتصافه بها فيدخل في المنع ، ونبه هنا على أن المزي ذكر كلام فاطمة هذا في مسند أنس ، وهو متعقب ، فإنه وإن كان أوله في مسنده لأن الظاهر أنه حضره ، لكن الأخير إنما هو من كلام فاطمة فحقه أن يذكر في رواية أنس عنها .∆ وقال الامام احمد = ...عن أنس قال : فلما دفن النبي صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة يا أنس أطابت أنفسكم أن دفنتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب ورجعتم ...// وهكذا رواه ابن ماجه مختصرا من حديث حماد بن زيد به ، وعنده قال حماد فكان ثابت اذا حدث بهذا الحديث بكى حتى تختلف اضلاعه ... / وهذا لا يعد نياحة بل هو من باب ذكر فضائله الحق عليه أفضل الصلاة والسلام ، وإنما قلنا هذا لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النياحة // وقد روى الامام احمد والنسائي من حديث شعبة قال : سمعت قتادة ، سمعت مطرفا يحدث عن حكيم بن قيس بن عاصم عن أبيه فيما أوصى به إلى بنيه أنه قال : ولا تنوحوا علي ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه .// وقد رواه اسماعيل بن اسحاق القاضي في النوادر عن عمرو بن ميمون عن شعبة به ... ثم رواه عن علي بن المديني عن المغيرة بن سلمة عن الصعق بن حزن عن القاسم بن مطيب عن الحسن البصري عن قيس بن عاصم به ، قال : لا تنوحوا علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه ؛وقد سمعته ينهى عن النياحة...وقال الحافظ أبو بكر البزار = ... عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه .∆ وقال الامام احمد =... عن أنس قال: لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء ... قال : وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا .../ وهكذا رواه الترمذي وابن ماجه جميعا عن بشر بن هلال الصواف عن جعفر بن سليمان الضبعي به وقال الترمذي هذا حديث صحيح غريب../ قلت وإسناده على شرط الصحيحين ومحفوظ من حديث جعفر بن سليمان وقد أخرج له الجماعة ، رواه الناس عنه كذلك ...∆وقد أغرب الكديمي وهو محمد بن يونس رحمه الله في روايته له حيث قال =... عن أنس قال: لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أظلمت المدينة حتى لم ينظر بعضنا الى بعض ، وكان أحدنا يبسط يده فلا يراها أو لا يبصرها ، وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا .../ رواه البيهقي من طريقه كذلك // وقد رواه من طريق غيره من الحفاظ عن أبي الوليد الطيالسي كما قدمنا وهو المحفوظ ... والله أعلم.يتبع... | |
الموضوعالأصلي : ما اصاب المسلمين من المصيبة بوفاته صلى الله عليه وسلم. المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: