كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفرد متقرباً إلى الله عز وجل في غار معروف بغار حراء (1) ، حبب إليه عليه صلوات الله وسلامه ذلك، لم يأمره بذلك أحد من الناس، ولا رأى من يفعل ذلك فتأسى به، وإنما أراده الله تعالى لذلك، فكان يبقى فيه عليه الصلاة والسلام الأيام والليالي، ففيه أتاه الوحي.
وأول ما أتاه جاءه الملك فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ: فغطه حتى بلغ منه الجهد (2) ، ثم أرسله، فقال: اقرأ؛ فقال: ما أنا بقارئ؛ فغطه الثانية كذلك، ثم أرسله، فقال: اقرأ، مرتين أو ثلاثاً، فقال له: ماذا أقرأ فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق.
(1) انظر: ابن هشام 1: 251، وابن سعد 1 / 1: 129؛ وابن سيد الناس 1: 80، وابن كثير 2: 306، وتاريخ الذهبي 1: 67، والإمتاع ص: 12، وتاريخ الخميس 1: 280.
(2) الغط: العصر الشديد والكبس، قيل: إنما غطه ليختبره هل يقول من تلقاء نفسه شيئاً.
اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم} . وهذا أول ما نزل من القرآن.
فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم خديجة أم المؤمنين، فكانت أول من آمن. ثم آمن من الصبيان علي، ثم آمن من الرجال أبو بكر الصديق [ابن أبي قحافة] (1) واسمه عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن [كعب بن] (2) لؤي بن غالب بن فهر. وقيل: أول من آمن بعد خديجة أم المؤمنين: أبو بكر (3) .
ثم عليّ بن أبي طالب، واسم أبيه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر. وزيد بن حارثة، وبلال.
ثم أسم عمرو بن عبسة السلمي (4) ، وخالد بن سعيد بن العاصي بن أمية
(1) زيادة لازمة، لأن عثمان اسم أبيه.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) في السابقين إلى الإسلام انظر: ابن هشام 1: 257، وابن سيد الناس 1: 91، وابن كثير 3: 37، والإمتاع ص: 15، وتاريخ الخميس 1: 286.
(4) لم يذكر ابن حزم نسبه، ولذلك كتب الناسخ على هامش النسخة: ينبغي سياق نسبه وهو - كما ذكره المؤلف في الجمهرة: عمرو بن عبسة بن منقذ [بن عامر] بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة [بن سليم] بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقد ذكره ابن حزم قبل هذا (ص: 25) وقال إنه كان صديقاً للرسول في الجاهلية.
وهذا النسب الذي كتبه الناسخ بهامش الأصل مأخوذ من الجمهرة لابن حزم (ص 252) مع الرجوع إلى عمود النسب فيها (ص 248 - 252) . وأخطأ كاتب الهامش فكتب " منقل " بدل " منقذ "، وزاد في النسب [بن عامر] بعد منقذ، ونقص منه [بن سليم] بين " بهثة " و " منصور ". وفي نسبه أقوال أخر. انظر طبقات ابن سعد (4 / 1: 157 - 160) و (7 / 2: 125 - 126) ، والإصابة (5: 5 - 6) ، والمستدرك للحاكم (3: 616 - 617) .
ابن عبد شمس بن عبد مناف. وسعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص مالك بن وهيب (1) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
ثم عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصي بن كلاب.
والزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى ابن كلاب.
وعبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ابن كلاب.
وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم ابن مرة.
وخالد بن سعيد (2) ، وعمرو بن عبسة، وسعد بن أبي وقاص: من أولهم إسلاماً، وكان سائر من ذكرنا بدعاء أبي بكر الصديق لهم إلى الإسلام. وقد قيل إن سعداً أيضاً أسلم بدعاء أبي بكر، غير خالد وعمرو، فإنهما أسلما سابقين بدعائه عليه السلام.
ثم أسلك أبو عبيدة، واسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال ابن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر.
وأبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مرة.
(1) في ابن هشام: أهيب.
(2) عد ابن حزم خالد بن سعيد في الأوائل، أخذاً بالروايات التي تقول إنه كان ثالثاً أو رابعاً أو خامساً، وآخره ابن هشام (انظر 1: 277) .
وعثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي. وإخوته قدامة، وعبد الله، [والسائب] (1) .
وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط [ابن] (2) رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي. وكان أبوه زيد قد رفض الأوثان في الجاهلية ووحد الله عز وجل، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يبعث يوم القيامة أمة وحده (3) .
وأسماء بنت أبي بكر الصديق.
وفاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، أخت عمر بن الخطاب، زوجة سعيد بن زيد.
وعمير بن أبي وقاص، أخو سعد بن أبي وقاص.
وعبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار (4) بن مخزوم بن هاصلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركه، حليف بن زهرة، وكان يرعى غما لعقبة بن أبي معيط، وكان سبب إسلامه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حلب من غنمه شاة حائلاً فدرت (5) .
(1) لم يذكر ابن هشام في المسلمين الأولين من إخوة عثمان بن مظعون إلا اثنين: هما قدامة وعبد الله، وقول ابن حزم " إخوته " - بصيغة الجمع، يقتضي عد السائب فيهم. وقد ذكر ابن حزم أربعتهم في الجمهرة (ص 152) وقال: مهاجرون بدريون من المهاجرين الأولين وأفاضل الصحابة، رضى الله عنهم.
(2) ساقطة من الأصل.
(3) انظر مسند الطيالسي (رقن 234) ، ومسند الإمام أحمد، بشرح أحمد محمد شاكر (رقم 1648) في حديث سعيد بن زيد، و (رقم 5369) في حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب، وترجمة " زيد بن عمرو بن نفيل " في الإصابة (3: 31 - 32) .
(4) الأصل: قار، وهو بالفاء في الجمهرة: 186، والاستيعاب.
(5) حائل: غير حامل.
ومسعود بن ربيعة بن عمرو بن سعد بن عبد العزى بن حمالة بن غالب ابن محلم بن عائذة بن يثيع (1) بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة، وهم القارة.
وسليط بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
وعياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة.
وامرأته أسماء بنت مخربة التميمية.
وخنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم (2) بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وهو زوج حفصة بنت [عمر بن] (3) الخطاب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعامر بن ربيعة العنزي، من عنز وائل، حليف آل الخطاب.
وعبد الله بن جحش بن رئاب بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة، حليف بني أمية بن عبد شمس.
وأخوه أبو أحمد بن جحش، وكان أعمى.
وجعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب. وامرأته أسماء بنت عميس بن النعمان بن كعب بن مالك الخثعمي.
وحاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب.
(1) في ابن هشام: سبيع، وفي الجمهرة: يثيع، كالذي أثبته هنا.
(2) الجمهرة: 156: سعد بن سهم.
(3) ما بين معكفين ساقط من الأصل.
وامرأته بنت (1) المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر ابن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر.
وأخوه حطاب (2) بن الحارث.
وامرأته فكيهة بنت يسار.
ومعمر بن الحارث بن عمرو بن حبيب بن [وهب بن] (3) حذافة ابن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
والسائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب.
والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبرة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
والنحام واسمه نعيم بن عبد الله بن [أسيد بن عبد مناف بن] (4) عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي.
وعامر بن فهيرة أزدي، أمه فهيرة مولاة أبي بكر الصديق.
وأمينة بنت خلف بن أسعد بن عامر بن بياضة بن يثيع (5) بن
(1) في حاشية الأصل: اسمها فاطمة.
(2) في الأصل: خطاب (بالخاء المعجمة) والتصويب عن الجمهرة والاستيعاب.
(3) زيادة من الجمهرة: 152.
(4) زيادة من الجمهرة: 148 ونسبه كما أورده المؤلف هنالك كالذي أورده هنا إلا أنه ذكر عبد مناف بدلا من عبد الله. وقد حافظنا على رواية المؤلف في هذا النسب وإن خالف فيها غيره. فقد جاء في الاستيعاب والسهيل: ابن عبد الله بن أسيد بن عبد عوف، وصححه الخشني (1: 80) . وانظر تحقيقاً وافياً في اسم " نعيم النحام " هذا، وفي شأن تسميته، في شرح الحديث (5720) من المسند، بشرح أحمد محمد شاكر.
(5) في الأصل: سبيع؛ وقال الخشني: صوابه يثيع بياء مضمومة مثناة النقط وثاء مثلثة.
جعثمة (1) بن سعد بن مليح بن عمرو، من خزاعة، امرأة خالد بن سعيد بن أبي العاصي.
وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود أخو سليط بن عمرو، المذكور قبل.
وأبو حذيفة مهشم (2) بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
وواقد بن عبد الله بن عبد مناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، حليف بني عدي بن كعب.
وخالد، وعاقل، وعامر، وإياس بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب
(1) في الأصل: خثعمة؛ قال الخشني: صوابه جعثمة، بجيم مكسور.
(2) " مهشم ": بضم الميم وفتح الهاء وتشديد الشين المعجمة المكسورة، كما نص عليه في تاج العروس (9: 106) . وأبو حذيفة بن عتبة هذا، جزم ابن حزم هنا وفي الجمهرة (ص: 69) بأن اسمه " مهشم "، وكذلك جزم ابن هشام في السيرة (ص 165 طبعة أوروبة) ، وابن الأثير في أسد الغابة، (4: 425) في حرف الميم. واقتصر عليه الذهبي في تاريخ الإسلام (1: 364) ، فقال " قيل: اسمه مهشم ". وهو مشهور بكنيته. وهو صحابي قديم، هاجر الهجرتين، وشهد المشاهد كلها، بدراً فما بعدها. وقتل يوم اليمامة شهيداً سنة 12. وعقب السهيل (1: 167) ، والخشني (1: 80) ، كلاهما في شرح السيرة، على قول ابن هشام، فقال السهيلي: " وهو وهم عند أهل النسب، فإن مهشما إنما هو أبو حذيفة بن المغيرة، أخو هاشم وهشام ابني المغيرة بن عد الله بن عمر بن مخزوم، وأما أبو حذيفة ابن عتبة، فاسمه: قيس، فيما ذكروا ". وهذا صنيع غير جيد في مواطن الاختلاف. فقد سماه ابن سعد في الطبقات (3 / 1 / 59) " هشيما " وبذلك جزم الحاكم في المستدرك (3: 223) . والخلاف في اسمه قديم، قال ابن عبد البر في الاستيعاب (ص 653) : " يقال اسمه: مهشم، وقيل: هشيم، وقيل: هاشم ". وفي الإصابة (7: 42) : " اسمه: مهشم، وقيل: هاشم، وقيل: قيس ". وذكره الحافظ في الإصابة أيضاً، في اسم " مهشيم " (6: 146) ، وأحال على الموضع الآخر في الكنى. وأبو حذيفة بن عتبة هذا: هو الذي كان تبنى سالماً، الذي عرف باسم " سالم مولى أبي حذيفة "، والذي ورد شأنه الحديث المعروف في رضاع الكبير. انظر فتح الباري (7: 244، و 9: 113 - 114) ، وصحيح مسلم (1: 415) ، وسنن أبي داود (رقم 2061) . وأما " أبو حذيفة بن المغيرة المخزومي "، الذي أشار إليه السهيل والخشني، فاسمه " مهشم " أيضاً، وهو جاهل، وذكره ابن حزم في الجمهرة (ص 135، 137) ، وذكر أن ابنه " هشام بن أبي حذيفة " من مهاجرة الحبشة، وهو كما قال.
ابن غيرة بن سعد (1) بن ليث بن بكر (2) بن عبد مناة بن كنانة، حلفاء لبني عدي بن كعب.
وعمار بن ياسر، عنسى من مذحج، مولى لبني مخزوم.
وصهيب بن سنان من بني النمر بن قاسط، حليف آل جدعان من بني تيم بن مرة.
والأرقم بن أبي الأرقم، واسمه عبد مناف، بن أبي جندب، واسمه أسد، بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
ثم عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط، وقيل: به أتم الله أربعين من الصحابة، ولعل ذلك كان وعمرو بن عبسة لم يكن بمكة، وعمير بن أبي وقاص كان صغيراً، ولعل أيضاً بينهم مثل هذا.
وأول من أهراق دماً في سبيل الله فسعد بن أبي وقاص، وكان مع قوم من المسلمين يصلون، فاطلع عليهم قوم من المشركين، فقاتلومهم، فضرب سعد رجلاً منهم بلحى جمل فشجه (3) .
يتبع...
| |
الموضوعالأصلي : جمل من التاريخ . المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: