عرفت قريش أن أبا طالب لن يتخلى عن نصرة ابن أخيه ولن يخذله فليس لها إليه من سبيل إلا أن تخوض حربا مع بني هاشم وعبد المطلب . وفي سورة غيظها وقهرها ؛ زين لها سفهها رأيا أحمق ماذا لو ساومت أبا طالب على محمد ابن أخيه وتعطيه فتى من فتيانها بديلا منه ؟ وليكن هذا البديل " عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي " زين شباب بني مخزوم فتوة وجمالا وعقلا . وقبل " عمارة " رجاء أن تنحسم به الفتنة التي مزقت قومه قريشا . وبقي أن يرضى أبو طالب . ومشوا إليه بعمارة بن الوليد فقالوا : - يا أبا طالب . هذا عمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش وأجمله , فخذه فلك عقله ونصره واتخذه ولدا فهو لك وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفه أحلامهم فنقتله فإنما هو رجل برجل . ولم يصدق أبو طالب سمعه . كيف بلغ بهم السفه أن يساوموه على ابن أخيه بمثل هذه الصفقة الحمقاء ؟ لقد أضاعت قريش رشدها ورب الكعبة . قال في تؤدة : - والله لبئس ما تساومونني . أتعطونني ابنكم أغذوه لكم . وأعطيكم ابني تقتلونه ؟ هذا والله ما لا يكن أبدا . قال له " المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف " : - والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه . فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا . ص 65
ورد أبو طالب على المطعم حفيد عبد مناف بن قصي : - والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي . فاصنع ما بدا لك . وانصرف القوم على يأس ....
وكذلك نفض أبو طالب يده من بني عمومته آل عبد شمس ونوفل , ومن أصهاره وذوي قرباه في تيم ومخزوم وزهرة , وأدرك أن القوم قد تظاهروا على من يمنعون محمدا من بني عبد المطلب وبني هاشم ... ووثبت القبائل من قريش على من فيها من أصحاب المصطفى الذين أسلموا معه يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم .... وبقي بنو هاشم على نصرة محمد بن عبد الله . إلا قليلا منهم مع أبي لهب تبت يداه ... ص 66
مَعَ المُصْطفى صَلى اللهُ عَليْه وَسَلم
دكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ
أستاذ التفسير والدراسات العليا كلية الشريعة بجامعة القرويين .
| |
الموضوعالأصلي : مساوات قريش أبي طالب . المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: