قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} (النساء:171).
وقال سبحانه: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (المائدة:77).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيها الناس إيَّاكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدِّين" رواه النسائي وابن ماجه وهو صحيح.
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" البخاري (3261).
وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال قال أبي: "انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلنا: أنت سيدنا. فقال: "السيد الله" فقلنا وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا. فقال: "قولوا قولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينَّكم الشيطان"" رواه أحمد وأبو داود وغيرهما وهو صحيح(1).
الهوامـــش:
(1) فهذا كلامٌ حقُ فهو سيِّدهم وابن سيِّدهم لكن خاف -صلى الله عليه وسلم- أنَّه إذا اندفع الناس في هذا المجال أن يصلوا إلى ما وصل إليه بنو إسرائيل من الغلو في بعض أنبيائهم كما غلت اليهود في عزير -صلى الله عليه وسلم- وكما غلت النصارى في عيسى -صلى الله عليه وسلم-؛ فزجرهم -صلى الله عليه وسلم- وإن كان كلامهم حقٌّ لكن يترتَّب عليه ما يترتَّب من المفاسد.
فالغلو في الأنبياء وغيرهم أو في العبادة أو غير ذلك فيه إخلال بالتوحيد في الربوبية والألوهية -الذي هو أعظم حقوق ربِّ العالمين- ومن هنا تجد أنَّ الله تعالى يُحذِّر من الغلو ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُحذِّر منه ويُبيِّن أنَّ فيه الهلاك والمؤمن العاقل يضعُ كملَّ شيءٍ في موضعه ويُعطي كلَّ ذي حقٍّ حقَّه من غير إطراء ولا جفاء على شريعة وسط: فيُعطي الله حقَّه ويُعطي الأنبياء حقَّهم والملائكة حقَّهم والصالحين حقَّهم والمؤمنون حقَّهم والوالدين حقَّهم... بدون إفراط ولا تفريط .
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي عميرالمدخلي.
| |
الموضوعالأصلي : حماية نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - لجناب التوحيد ومحاربته للغلو. المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: