قال الله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين} (التوبة:23-24).
- قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية: "وهذه الآية الكريمة أعظم دليل على وجوب محبة الله ورسوله وعلى تقديمهما على محبة كل شيء وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد على من كان شيء من هذه المذكورات أحبَّ إليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله، وعلامة ذلك أنه إذا عُرِضَ عليه أمران أحدهما يحبه الله ورسوله وليس لنفسه فيه هوى والآخر تحبه نفسه وتشتهيه ولكنه يُفَوِّتُ عليه محبوباً لله ورسوله أو يُنقصه فإنه إن قدَّم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله، دل ذلك على أنه ظالم تارك لما يجب عليه" اهـ.
وعلينا أن يكون الرسول أحب إلينا من أنفسنا وآبائنا وأبنائنا وأهلينا وأموالنا كما في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" رواه البخاري ومسلم وفي لفظ لمسلم: "وأهله وماله".
وفي البخاري عن عبد الله بن هشام أنه قال: "كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك". فقال له عمر: فإنَّك الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الآن يا عمر"".
وقد قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إليكم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حتى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة: 24)، وقد قال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَي بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} (الأحزاب: 6).
وفي الصحيحين عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أنا أولىَ بكل مؤمن من نفسه".
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وذلك أنه لا نجاة لأحد من عذاب الله، ولا وصول له إلى رحمة الله، إلا بواسطة الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ بالإيمان به ومحبته وموالاته واتباعه. وهو الذي ينجيه الله به من عذاب الدنيا والآخرة. وهو الذي يوصله إلى خير الدنيا والآخرة. فأعظم النعم وأنفعها نعمة الإيمان، ولا تحصل إلا به -صلى الله عليه وسلم-، وهو أنصح وأنفع لكل أحد من نفسه وماله. فإنه الذي يخرج الله به من الظلمات إلى النور لا طريق له إلا هو وأما نفسه وأهله فلا يُغْنُون عنه من الله شيئًا"اهـ .
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي عميرالمدخلي .
| |
الموضوعالأصلي : من حقوق نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - محبته أكثر من النفس والمال والولد. المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب: