فوائد من كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية بشرح العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -

* الإيمان بالله

الإيمان ( لغةً ) : الإقرار بالشئ عن تصديق به
إذًا الإيمان هو الإقرار والاعتراف المستلزم لقبول الأخبار والإذعان للأحكام
ويتضمن أربعة أمور:
1 - الإيمان بوجوده سبحانه وتعالى
الدلائل على وجود الله أربع:
أ - دليل العقل : دليل العقل أن الكائنات لم توجد نفسها بنفسها ولابد لها من خالق . قيل لأعرابي من البادية : بمَ عرفت ربك ؟ فقال : الأثر يدل على المسير ، والبعرة تدل على البعير ، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج ، ألا تدل على السميع البصير، ولهذا قال الله عز وجل : " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ( سورة الطور - آية 35 )
ب - دليل الحس : الإنسان يدعو فيستجاب له ، يقول : يارب ، فيستجيب الله عز وجل له ونرى ذلك رأي العين كما في قصة الأعرابي الذي دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة......
وقوله تعالى : " وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له " ( سورة الأنبياء - آية 83 ، 84 )
ج - دليل الفطرة : فإن كثيرا من الناس الذين لم تنحرف فطرهم يؤمنون بوجود الله حتى البهائم العُجم تؤمن بوجوده كما في قصة النملة وسليمان ، والفطرة مجبولة على معرفته وتوحيده والدليل قوله تعالى : " وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " ( سورة الأعراف - آية 172 )
د - دليل الشرع : أن الرسل جاءت بشرائع تتضمن مصلحة الخلق ، وهذا يدل على أن الذي أرسلها هو رب حكيم رحيم ، وخاصة القرآن الذي أعجز الجن والإنس .

2 - الإيمان بانفراده بالربوبية
أي إفراد الله بالخلق والملك والتدبير
دليل الخلق والتدبير : قوله تعالى : " ألا له الخلق والأمر " ( سورة الأعراف - آية 45 ) ، والأمر هو التدبير
ودليل الملك : قوله تعالى : " ولله ملك السماوات والأرض " ( سورة الجاثية - آية 27 )
والخلق هو الإيجاد من العدم ، وهو خاص بالله تعالى ، أما تحويل الشيء من صورة لأخرى فهو ليس بخلق ، وإن سُمِّي خلقا باعتبار التكوين

3 - الإيمان بانفراده بالألوهية
هو إفراد الله عز وجل بالعبادة ويسمى توحيد العبادة المبنية على أمرين عظيمين هما : المحبة والتعظيم
قال تعالى : " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " ( سورة النحل - آية 36 )
والعبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة
وقوله : " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم " ( سورة آل عمران - آية 28 )
هذه الشهادة الحق يقرها الله عز وجل فقد يقول قائل : كيف يقرها ويثبت ألوهية غيره في قوله تعالى : " ولا تدعُ مع الله إلها آخر " ( سورة القصص - آية 88 ) ، فالجواب : ألوهية غيره باطلة مجرد تسمية وإن عبدت فهي آلهة باطلة

4 - الإيمان بأسمائه وصفاته
انقسم الناس فيه : ممثل - معطل - معتدل
والصواب أن نصف الله بما وصف به نفسه في كتابه العزيز ووصفه رسوله صلى الله عليه وسلم في السنة بدون تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه ولا تكييف

يتبع إن شاء الله تعالى.................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته