لعل في طرق مثل هذه المواضيع يستبصر التقي لدينه ويقف عند كل آي يقرأها ليعلم عظم الجليل وحكمة الحكيم فيزاد مهابة للغفور الرحيم


اعلم اخي في الله انه ليس هنالك ما يشكل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولو كان كذلك لاستشكله اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولأجابهم على ذلك فلما سكتوا علمنا انه نزل بلغتهم ولم ينتقل المعنى الى غيره الا لما دخل اهل الكلام في هذا الباب

وتسرع كثير من الاذهان الى قراءة ما سول الشيطان لهم فيها والزامهم بلوازم باطلة ورميهم اهل السنة بذلك من غير التثبت خطأ فادح غفر الله لنا ولهم

وسبب هذا البحث هو رد من اخ فاضل على موضوع http://www.islamiy.com/f52-montadashowthread.php?t=19154

وهو اثبات صفة اليد للباري جل جلاله

فكان رده




السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


اقتباس:


وكذا الايد في ايات كثيرة منها " ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فتثبت يدين لله تليقان بجلاله



يا أخي أنت أثبت يدان لله تعالى ( تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا )

و هذه عقيدة المشبهة بخلاف عقيدة أهل السنة و الجماعة سلفا و خلفا و إن نفيت المماثلة

يقول الإمام الطحاوي السلفي "تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات"

و تفصيل مذهب أهل السنة في نصوص التشبيه

مذهب الخلف التأويل و هو حمل اللفظ على خلاف ظاهره مع بيان المعنى المراد

و مذهب السلف التفويض و هو صرف النظر عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه

بل يترك و يفوض معناه إلى الله تعالى و هو الأولى


يقول صاحب الجوهرة :

و كل نص أوهم التشبيها ****** أوله أو فوض و رم تنزيها


هذا و الله تعالى أعلم

و نهاية حقيقة قرأت موضوعك أكثر من مرة بتأن فوجدت فيه تناقضات مما قد يلبس الأمر على القارئ في أمر جد خطير و هو عقيدة المسلم


فتثبت أخي ... ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة



وقد ذكر الله عمن سلف " بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ .." يونس 39
قال ابن كثير " : بل كذب هؤلاء بالقرآن، ولم يفهموه ولا عرفوه.."

قال القرطبي " أي كذبوا بالقرآن وهم جاهلون بمعانيه وتفسيره، وعليهم أن يعلموا ذلك بالسؤال، فهذا يدل على أنه يجب أن ينظر في التأويل.

وقوله: (ولما يأتهم تأويله) أي ولم يأتهم حقيقة عاقبة التكذيب من نزول العذاب بهم.

أو كذبوا بما في القرآن من ذكر البعث والجنة والنار، ولم يأتهم تأويله أي حقيقة ما وعدوا في الكتاب، قاله الضحاك.

وقيل للحسين بن الفضل: هل تجد في القرآن (من جهل شيئا عاداه) قال نعم، في موضعين: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه " وقوله: " وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم " [ الاحقاف: 11 ]. "


وهذا اوان بيان عقيدة اهل السنة والجماعة

قال ابن القيم :

لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... إن المشبه عابد الأوثان

كلا ولا نخليه عن أوصافه ... إن المعطل عابد البهتان

من شبه الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني

أو عطل الرحمن عن أوصافه ... فهو الكفار وليس ذا إيمان




وقد قال السلف(المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما)


قال ابن القيم" أصل الشرك وقاعدته التي يرجع إليها هو التعطيل وهو ثلاثة أقسام:

1- تعطيل الصانع عن المصنوع.

2- تعطيل الصانع -سبحانه- عن كماله المقدس: أسمائه وصفاته وأفعاله.

3- تعطيل معاملته عما يجب على العباد من حقيقة التوحيد."


ويقول ابن تيمية
: (ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله ص من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل).

وقال بعضهم: (صفات الرب تعالى معلومة من حيث الجملة والإثبات، غير مدركة من حيث الكيف والتحديد) .


التحريف: تغيير النص لفظا أو معنى.

التكييف: السؤال بصيغة كيف.

التمثيل: إثبات المثل للشيء مساويا له من كل الوجوه.

التشبيه: إثبات المثل للشيء مساويا له من بعض الوجوه.



فنحن نقول كما قال الإمام مالك :

(الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) وكذلك النزول، ولا نقول الاستواء هو الهيمنة، ونقول كذلك: لله يد ليست كأيدينا، ولا نقول يده قدرته.

ونقول: إن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم.

ولا نقول (إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم).

ونقول: إن مذهب السلف هو مذهب أهل السنة والجماعة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .


أما الخلف: الذين يؤولون كالأشعرية فهم من أهل السنة والجماعة إلا في تأويل الصفات، فهم ليسوا على مذهب أهل السنة والجماعة. " انظر العقيدة واثرها في بناء الجيل


وقال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى 6-515
" وجماع القول في إثبات الصفات هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل والتكييف والتعطيل ؛ فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فمن نفى صفاته كان معطلا . ومن مثل صفاته بصفات مخلوقاته كان ممثلا والواجب إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات إثباتا بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل كما قال تعالى { ليس كمثله شيء } فهذا رد على الممثلة { وهو السميع البصير } رد على المعطلة فالممثل يعبد صنما والمعطل يعبد عدما . و " طريقة الرسل " - صلوات الله عليهم - إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل وتنزيهه بالقول المطلق عن التمثيل فطريقتهم " إثبات مفصل " و " نفي مجمل "



الأدلة من القرآن:.

1-يقول الله "قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ " ص- 75


والتثنية في اليد للدلالة على أنها ليس بمعنى : القوّة ، والقدرة ، بل للدلالة على أنهما صفتان من صفات ذاته سبحانه


فيكف يقال قدرتاي ؟

وما هو افضلية آدم على باقي الخلق والا لصح ابلي سان يقال وان كذلك وانى له ذلك !


قال محمد خليل الهراس في شرح للعقيدة الواسطية" ولا يمكن حمل اليدين هنا على القدرة ؛ فإن الأشياء جميعا حتى إبليس خلقها الله بقدرته ، فلا يبقى لآدم خصوصية يتميز بها . "


قال السعدي" أي: شرفته وكرمته واختصصته بهذه الخصيصة، التي اختص بها عن سائر الخلق، وذلك يقتضي عدم التكبر عليه. "


2-وفي الاي" وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ"المائدة64


فدلالة الازم ثابتة له جل في علاه مع الفارق بين الخالق والمخلوق وانه لا تماثل بينهما و الازم منه الانفاق والسعة فقد صُرق الازم بغير صارف



وقد ذكرت اليهود عليهم من الله ما يستحقون " يد الله "


فقال "بل يداه "

وقالوا " مغلولة "

وقال " بل يداه مبسوطتان " وهذا زيادة في المعنى والمبنى لمن أدرك

قال الهراس " ثم أثبت لنفسه سبحانه عكس ما قالوا ، وهو أن يديه مبسوطتان بالعطاء ؛ ينفق كيف يشاء ؛ كما جاء في الحديث : « إن يمين الله ملأى سحاء الليل والنهار ، لا تغيضها نفقة » .


ترى لو لم يكن لله يدان على الحقيقة ؛ هل كان يحسن هذا التعبير ببسط اليدين ؟ ! "


3-يقول الله "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ" الزمر (67)

قال ابن كثير "وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف.

قال البخاري: قوله: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } الآية . .."


قال البخاري: حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا الليث، حدثنا عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض".


وقد روى الإمام أحمد من طريق أخرى بلفظ آخر أبسط من هذا السياق وأطول، فقال:

حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن عبيد الله بن مقسم، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ذات يوم على المنبر: { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بيده، يحركها يقبل بها ويدبر: "يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم". فرجف برسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا: لَيَخِرَّن به." انظر ابن كثير


4-قوله تعالى " تبارك الذي بيده الملك "

قال ابن كثير " يمجد تعالى نفسه الكريمة، ويخبر أنه بيده الملك، أي: هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه، ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله "


5-قوله " قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " المؤمنون 88


قال ابن كثير " أي: بيده الملك، { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } [هود: 56] ، أي: متصرف فيها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا والذي نفسي بيده" ، وكان إذا اجتهد في اليمين قال : " لا ومقلب القلوب" ، فهو سبحانه الخالق المالك المتصرف "


6-قوله "فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " يس83


7-قوله " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنزعُالْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ال عمران26