۩۞۩ ::المـنـتـدى الإسـلامـي الـعـام:: ۩۞۩

**محمد زيدان** · السبت يوليو 20, 2013 8:28 pm

قال سيدى الإمام ابن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه :

1- من علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند وجود الزلل .

قلت : السالك لا يعتمد على عمله ولا على نفسه ولا على حوله وقوته وإنما يعتمد على رحمة الله تعالى ومغفرته وفضله وتوفيقه وهدايته وتسديده ؛ لذا فإنه يتوجب على عامة المسلمين والمريدين السالكين ألا يعتمدوا على أعمالهم ؛ فعامة المسلمين يعتمدون على أعمالهم لدخول الجنة ، والمريدون السالكون يعتمدون على أعمالهم لنيل الفتح والكشف . فالذى يعتمد على عمله تجده لا يفتر عن العمل فمقامه الإسلام ، والذى يعتمد على فضل الله تجده لا يلتفت إلى العمل فمقامه الإيمان ، والذى يعتمد على سابق القسمة وماضى الحكم تجده لا يلتفت إلى أحد سوى الله تعالى فمقامه الإحسان .

ومن يعتقد أنه يعمل الصالحات بنفسه دون أن يرى أنها فضل من الله عليه تفضّل بها عليه ووفقه لها ، وأن الإثابة كذلك من فضله فإنه يكون قد أشرك شركا خفيا حيث ظن أنه يؤثر مع الله ، وعقيدة أهل السنة أعنى السادة الأشاعرة والماتريدية أن الفعل فى التأثير لله وحده . ؛ قال سيدى الإمام أحمد الدردير رضى الله عنه فى منظومته (الخريدة البهية) :

والفعل فى التأثير ليس إلا = للواحد القهار جل وعلا

والاعتماد على العمل مذموم فى الشرع ؛ ففى الحديث الصحيح الذى أخرجه أحمد (6/273 ، رقم 26386) ، والبخارى (5/2373 ، رقم 6102) ، ومسلم (4/2171 ، رقم 2818) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، قالوا ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله بمغفرة ورحمة ). وله روايات أخرى بألفاظ متقاربة عند ابن عساكر (24/455) ، وعبد بن حميد (ص 281 ، رقم 892) ، وابن قانع (1/338) ، والطبرانى (7/308 ، رقم 7218).

وللجمع بين الحديث وبين قوله تعالى : ((ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)) نقول : الآية تشريع والحديث تحقيق ؛ فالعمل لا يكون معتبرا إلا إذا كان مقبولا فهذا تشريع ، وقبوله بمحض الفضل وهذا تحقيق . قال تعالى : (( ولو شاء ربك ما فعلوه )) ، وقال تعالى : (( وما بكم من نعمة فمن الله )) . قال صاحب جوهرة التوحيد :

فإن يُثبنا فبمحض الفضل = وإن يُعذِّبْ فبمحض العدل

واعلم أن الرجاء لا ينقص عند الوقوع فى المعاصى لمن ينوى التوبة الصادقة النصوح . فلا تشاهد لنفسك عملا ؛ فالعمل من الله . قال تعالى : ((والله خلقكم وما تعملون)) . فالله هو الذى يعطى القدرة والقوة للعبد على العمل . ومقام العارفين: الفناء عن النفس والبقاء بالله تعالى ؛ فهم يشهدون أنه لا حول ولا قوة إلا بالله . لكن على السالكين أن يغلبوا الخوف على الرجاء حتى يزجرهم الخوف من الله تعالى عن اقتراف الذنوب والمعاصى ؛ قال سيدى الإمام أحمد الدردير رضى الله عنه فى منظومته (الخريدة البهية) :

وغلّب الخوف على الرجاء = وسرْ إلى مولاك بلا تناء

والخوف ناشئ عن شهود الجلال والرجاء ناشئ عن شهود الجمال وجلال الحق وجماله لا يتغيران بزيادة ولا نقصان لذا فإن الخوف والرجاء عند العارفين متساويان لا يزيد رجاؤهم لعلة ولا ينقص لزلة

الموضوعالأصلي : عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:محمد زيدان

**عماد** · الأحد يوليو 21, 2013 5:40 pm

عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية

تسلم الانامل الرقيقة والذوق الرفيع
الابداع والتميز من منارة هذا المنتدى
دائما اجد في مشاركاتك فائده
ودائما ارى في مواضيعك نظره ثاقبه
هنيئا ليس لك
بل لنا بك

الموضوعالأصلي : عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:عماد

**عبد الكريم** · الأحد يوليو 21, 2013 6:05 pm

عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية

.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
على الجهود المبذولة والمعلومات المفيدة
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
مع كل التحية والتقدير

الموضوعالأصلي : عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:عبد الكريم

**مريم نور** · الأحد يوليو 21, 2013 6:20 pm

عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف شكر لكَ على هذا الموضوع المميز و المعلومات القيمة
إنـجاز أكثر رائــــــع
لكن أرجو منكَ عدم التوقف عند هذا الحد
مـنتظرين ابداعتــــــك
دمتـ ودام تألقـك
تحياتــي

الموضوعالأصلي : عقيدة سليمة من شرحى لأول حكمة عطائية المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:مريم نور

تــابــع كـل جـديــد عـلــى الـفـيــس بــوك فـقـط بـإعـجــابـك لـصـفـحـتـنــا▼

۩۞۩ ::المـنـتـدى الإسـلامـي الـعـام:: ۩۞۩

۩قسم العقيده والتوحيد ۩

تــابــع كـل جـديــد عـلــى الـفـيــس بــوك فـقـط بـإعـجــابـك لـصـفـحـتـنــا
▼