أهلا وسهلا بك إلى منتديات نحب الله والرسول.
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، وفي حال رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كتاب الجنة ونعيمها



 
اعلان

تــابــع كـل جـديــد عـلــى الـفـيــس بــوك فـقـط                    بـإعـجــابـك لـصـفـحـتـنــا

Powered By | منتديات نحب الله والرسول





شاطر

كتاب الجنة ونعيمها Emptyالسبت يوليو 20, 2013 8:21 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مشرف المنتدى
الرتبه:
مشرف المنتدى
الصورة الرمزية

محمد زيدان

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 285
تاريخ الميلاد : 18/01/1996
تاريخ التسجيل : 08/05/2013
العمر : 28
الموقع : http://www.eflem.com/
•السـاعـة الـان•~| :

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: كتاب الجنة ونعيمها
انشرالموضوع




كتاب الجنة ونعيمها







مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي وسع كرسيّه الأرض والسموات، من دلت على وجوده الآيات، الذي خلق الليل والنهار والأنوار والظلمات، سبحانه لا شبيه له ولا يوصف بجهة من الجهات، والصلاة على سيدنا محمد سيد السادات، وفخر الكائنات، وعلى ءاله وصحبه وعلى من تبعهم باحسان مع أشرف التسليمات، رزقنا الله اتباعهم الى الممات، وجمعنا معهم فيما أعد للمتقين من الدرجات.
يقول الله تبارك تعالى في القرءان الكريم: ﴿وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ (سورة الأعراف).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله سبحانه وتعالى يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون لبيّك ربَّنا وسعديك والخير كله في يديك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا ربنا وأي شىء أفضل من ذلك فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدًا" رواه البخاري.
أما بعد:
فانه يسرنا أن نضع بين يدي القارئ كتابًا أسميناه "الجنّة ونعيمها" هو في وصف الجنّة التي أعدّها الله لعباده المؤمنين، عسى أن يكون هذا الكتاب دافعًا للإسراع والثبات على الطاعة أملاً أن نكون من أهل تلك الدار التي جاء في وصفها في الحديث القدسيّ: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" فهي التي تستحق أن يعمل لها كل جهد وأن يتنافس عليها قال تعالى: ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾.
فإننا نسأل اللهَ العظيم أن يجعلنا من أهل تلك الدار إنه على ما يشاء قدير وبعباده لطيف خبير.

الجنّة دار السلام

الجنّة حقّ أي وجودها ثابت، وهي مخلوقة الآن ولها ثمانية أبواب منها باب الريان الذي يدخل منه الصائمون، وكذا شهيد المعركة فإنّه يُخيّر من أي أبواب الجنّة شاء أن يدخل، والجنّة فوق السماء السابعة منفصلة عنها بمسافة بعيدة ولها أرضها المستقلة وسقفها عرش الرحمن كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري: "إذا سألتم الله الجنّة فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنّة وأعلى الجنّة وفوقه عرش الرحمن".
وأهل الجنّة على صورة أبيهم ءادم ستون ذراع طولاً في عرض سبعة أذرع حِسان الوجوه، فمن كان في الدنيا من المؤمنين دميمًا تذهب عنه دمامته، يجعله الله تعالى في الجنّة كجمال يوسف الصدّيق عليه السلام، أي يعطيه شبهًا بيوسف الصدّيق في الجمال، والذي كان قصيرًا يذهب عنه قصره. ويجعل اللهُ تعالى في كل واحد علامة تميزه عن غيره أن هذا هو فلان حتى إن زاره من كان يعرفه في الدنيا يعرفه تلك الساعة، فإن أهل الجنّة يتزاورون وتزاورهم يحصل إما بأن يطير بالشخص سريره حتى ينزل به أمام سرير الذي يريد زيارته فيجلسان متقابلين لأنه من سهولة السير هناك السرير الذي عليه الشخص بمجرد اشتياقه لصاحبه الذي يريد رؤيته يطير به بقدرة الله تعالى حتى ينزل به أمام سرير ذلك الشخص فيتجالسان ويتحدثان، ثم يطير به إذا أراد الرجوع إلى منزله وهذا هو معنى الآية: ﴿عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ (سورة الحجر). وأما قوله تعالى: ﴿ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ﴾ (سورة الغاشية) قال ابن عباس: ألواحها من ذهب مكللة بالزبرجد والدر والياقوت مرتفعة ما لم يجئ أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها أصحابها تواضعت لهم حتى يجلسوا عليها، ثم ترتفع إلى موضعها، وأحيانا يركبون خيولاً من ياقوت لها أجنحة من ذهب تطير بهم.
وأهل الجنّة جرد مرد بِيض في عمر ثلاثة وثلاثين عامًا، لا تنبت لهم لحية وليس على أذرعتهم ولا على بطونهم ولا على سيقانهم شعر إلا شعر الرأس والحاجب والأهداب، ثم إنَّ طعامهم وشرابهم لا يتحول إلى الغائط والبول، إنما يفيض من جسمهم عرقًا كالمسك ليس كعرق الدنيا، عرق الدنيا يتولد منه الوسخ والقمل وغير ذلك.
وقد روى مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ ينادي مناد: إنّ لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإنَّ لكُم أن تصحّوا فلا تسقموا أبدًا، وإنّ لكم أن تشبّوا فلا تهرموا أبدًا، وإنّ لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا"، وءاخر من يدخل الجنّة من المؤمنين له مثل الدنيا وعشرة أمثالها. وقد ورد ذلك في حديث صحيح رواه البخاري وغيره.
الواحد من أهل الجنّة أقلّ ما يكون عنده من الولدان المخلدين عشرة ءالاف، بإحدى يدي كلّ منهم صحيفة من ذهب وبالأخرى صحيفةٌ من فضة قال تعالى:﴿ يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ﴾ (سورة الزخرف) والأكواب جمع كوب وهو إناء مستدير لا عروة له أي لا أذن له. وقال تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ﴾ (سورة الطور) أي يطوف للخدمة غلمان كأنهم من الحسن والبياض لؤلؤ مكنون أي لم تمسه الأيدي. ومما جاء أيضًا في وصفها ما رواه ابن حبان أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"هي وربّ الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيد ونهر مطّرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبدي في حُبرة ونضرة".

في بداية الحديث يقول النبيّ عليه الصلاة والسلام لأصحابه:"هل مشمر للجنّة، فإن الجنّة لا خطر لها"، أي لا مثل لها، وقوله عليه الصلاة والسلام:"هي وربّ الكعبة" أي أقسم بربّ الكعبة بأنّها نور يتلألأ أي فلا تحتاج إلى شمسٍ ولا قمرٍ، لا ظلام فيها هناك كما في الدنيا، لكن مقدار الليل والنهار يُعرف بعلامة جعلها الله فيها، إذا كانت المرأة من نساء الجنّة كما نعتها رسولُ الله ووصفها بحيث لو اطّلعت على هذه الدنيا لأضاءت ما بين المشرق والمغرب فمن أين يكون فيها ظلام، ولو كانت أعين أهل الجنّة بنسبة قوتها اليوم لعمي أهل الجنّة من عظم نور الجنّة، لكن الله يعطيهم قوّة أضعاف أضعاف أضعاف ما جعلها في أعينهم اليوم، قوّتها اليوم نسبة ضئيلة كنسبة النقطة من البحر، الله أعطى أبصارهم قوّة بحيث تستطيع أن ترى مسافة ألف سنة كأنّها كفّ، يرونها رؤية ليس فيها اشتباه.

ووصفها صلى الله عليه وسلم بأنها "ريحانة تهتز"، أي ذات خضرة كثيرة يانعة أي معجبة المنظر، وليس هناك مواسم للثّمار بل في أيّ وقت ما تشتهيه تجده فقد قال الله تعالى: ﴿لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ﴾ ( سورة الواقعة/۳۳) فإذا كان المؤمن جالسًا أو مستلقيًا فاشتهى أن يأكل من شجرة من أشجار الجنّة مالت إليه ليأخذ منها ما يريد ثمّ تعود كما كانت، وقد أنبت الله فيها بدل الذي أخذ منها، ثمّ إنّ كلّ شجرةٍ في الجنّة ساقها من ذهب، وأشجار الجنّة لما تتحرّك يصدر لها صوت جميل جدًّا تميل إليه النفوس، ومما جاء أيضًا ما رواه البخاريّ أنّه يوجد في الجنّة شجرة اسمها طُوبى يسير الراكب في ظلّها مائة عام لا يقطعها تتفتّق بثياب أهل الجنّة أي يخرج منها ثياب لأهل الجنّة يلبسونها، فثيابهم جميلة جدًّا منها الحرير والسّندس والإستبرق، ومجامرهم الألوّة أي العود وأمشاطهم الذهب، وكلام أهل الجنّة عربي، يذكرون الله ويسبّحونه ويقرأون القرءان أما الصلاة فلا يصلّون.

وفي الحديث أيضًا وصف الجنة بأنها "قصر مشيد" أي فيها قصور عالية مرتفعة في الهواء، ويؤيده ما ورد في الحديث أنّ للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة واحدة طولها في السماء ستون ميلاً، وفي الجنة جنّتان ءانيتهما وما فيهما من ذهب، يسكنهما المقرّبون، وهناك أيضًا جنتان من فضة ءانيتهما وما فيهما. وقد ورد في الحديث الصحيح أنّ الجنّة منها ما بناؤه لبنُ ذهب ولبنُ فضة، وهي كما قال رسول الله:"جنان كثيرةٌ" رواه البخاري. وكذلك يوجد في الجنة غرف يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها.

وقوله عليه السلام "نهر مطرِد" أي أنهار جارية لا تكلّف تعبًا بالتناول منها، لأنها ليست في وهاد عميقة بل هي جارية على وجهها على وجه أرض الجنة، قال الله تعالى: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى﴾ (سورة محمد/۱۵) فالماء الذي في الجنة ألذّ من ماء الدنيا بكثير، واللبن المذكور في الآية المراد به الحليب وهوغير الحليب الذي تخرجه الأنعام في الدنيا وألذّ منه بكثير، والخمر الذي هناك لا يُسكر ولا يغيّب العقل ولا يصدع الرأس وليس مرّ الطّعم بل هو لذيذ الطعم جدًّا، والعسل الذي هناك غير العسل الذي تخرجه النحل وألذ منه بكثير. فالأسماء متفقة والصفات مختلفة.


وقوله عليه السلام "وفاكهة نضيجة" أي أنّ فيها من الفواكه كلّ ما تشتهيه النفس، وكل ما فيها من الفواكه نضيج. وفي الجنة أيضًا طيور وغنم، وقد وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"إنّك لتنظر إلى الطّير في الجنّة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويًا"، ثم بعدما يأكله المؤمن يعيده الله كما كان فيطير.

وأما قوله عليه السلام "وزوجة حسناء جميلة" فتفسيره ما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم :"لكلّ امرئ منهم زوجتان من الحور العين" وهذا الحديث صحيح متفق عليه، والحور العين نساء أهل الجنة من غير الإنس خُلقن خلقًا من غير توالد إكرامًا للمؤمنين، والحورُ جمع حوْراء والعِينُ جمع عَيناء، والحورُ من الحور وهو شدّة بياض العين وشدّة سوادها، وأما العِين فمعناه واسعات العيون، وقد قال الله تعالى في وصفهن :{كأنهنَّ الياقوت والمرجان} وهنّ خيرات حِسان أزواج قوم كرام. والواحدة منهن من شدة صفاء عظمها يُرى مخّ ساقها من خلال الجلد وذلك من شدة جمالها.
وورد في الحديث الصحيح أيضًا الذي رواه الضياء المقدسي في المختارة :"أنّ الرجل من أهل الجنّة ليطوف في الغداة الواحدة على مائة عذراء". وجاء في الحديث الصحيح أنّ الشهيد له اثنتان وسبعون زوجة، ثم سائر أهل الجنة على مراتب منهم من عنده مائة من النساء، في الجنّة الله يعطي الواحد من الرجال قوة مائة رجل في الشهوة، وكذلك في الأكل والشّرب، ولا يصيب المؤمن فتور عقب الجماع ولا ينزل منه منيّ لأن الجنّة ليس فيها ذلك ولكن يحس باللّذّة دون نزول المنيّ.
وقد ثبت في الحديث أن نساء أهل الجنة على رءوسهن خُمُر، الدنيا وما فيها لا تساوي الخمار الذي يلبسنه نساء أهل الجنّة، وهن يلبسن الخمار تجملاً زيادة في الحسن، والخمار ما تغطي النساء به رءوسهنّ.
ونساء الجنّة أبكار أي كلما أتى المؤمن زوجته منهن وجدها بكرًا، ثم مع كثرة أزواج أهل الجنّة لا يحصل بين نسائهم تباغض وغيرة وتحاسد وتنافر وتحاقد لأنّ الله يطهّر قلوب أهل الجنّة من ذلك، الله جعل قلوب أهل الجنّة كقلب شخص واحد. أما النساء المؤمنات من بنات ءادم اللاتي ما كنّ متزوجات في الدنيا، الله تعالى يزوّجهنّ من هؤلاء البشر، ومن كانت متزوجة تعود لزوجها إن ماتت في نكاحه. المرأة يجعل الله فيها القناعة وطمأنينة النفس في الزوج الواحد. بل تكون مسرورة بزوج واحد مكتفية به راضية بما أعطاها الله، والمؤمنة التقيّة من بنات ءادم أفضل عند الله من الحور العين مقامًا.

وليس في الجنة عزبٌ ولا عَزبة بل كلهم يتزوّجون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما في الجنّة أعزَب" رواه مسلم.
وقوله عليه السلام في الحديث المذكور: "في مقام أبديّ" أي في حياة دائمة لا نهاية لها.
وقوله: "في حُبرة"، أي سرور دائم، معناه أنهم في بحبوحة عيش أي أن عيشهم واسع لا يصيبهم فيها ضيق وكذلك لا ينامون لأنهم لا يشعرون بتعب جسماني، ملأ الله نفوسهم سرورًا فلا يجد النومُ مجالاً إليهم.
وأمّا قوله صلى الله عليه وسلم :"نضرة" فمعناه أن وجوه أهلها ناضرة أي جميلة لأنهم ليس عليهم فيها كآبة. وليعلم أنّ أعظم نعيم أهل الجنّة هو رؤيتهم لذات الله عزّ وجلّ، فليس شىءٌ أحبّ إلى أهل الجنّة من رؤية الله، يرونه بلا كيف ولا مكان ولا جهة، الأولياء يرونه كلّ يوم مرتين أما سائر المؤمنين ففي الأسبوع مرّة.
وفي نهاية هذا الحديث قال الصحابة لرسول الله :"نحن المشمّرون يا رسول الله"، فقال: "قولوا إن شاء الله"، ليعلمهم التفويض إلى الله في أمورهم كلّها، الإنسان لا ينبغي أن يركن إلى نفسه بل اعتماده على ربه، فمن أراد ذلك النعيم المقيم فليتق الله بتأديته الواجبات واجتناب المحرمات. فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة فقال :"أطعم الطعام، وصل الأرحام وصلّ باللّيل والنّاس نيام تدخل الجنّة بسلام" ففي هذا الحديث بيان أن من أخذ بهذه الخصال دخل الجنة بدون عذاب. أما إطعام الطعام فإنه يحصل به الثواب في إطعام المسلم والكافر لأن الله تبارك وتعالى أثنى على الذين يطعمون الطعام يريدون وجهه الكريم فقال :{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (سورة الانسان) يعني بالأسير الكافر، فليس إطعام الطعام مقصورًا على المسلم، بل يكون فيه أجر وثواب لمن أطعم الكافر أيضًا. فهنيئًا لمن عمل لآخرته فإنّ نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة كَلاَ شىء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه (وأشار أحدهم بالسبابة) في اليمّ فلينظر بم يرجع" رواه مسلم، ومعناه هذا البلل الذي يعلق بالإصبع ماذا يكون بالنّسبة لِعِظم البحر؟ كلا شىء. وقد جاء في الحديث :"موضع سوط أحدكم من الجنّة خير من الدنيا وما عليها" رواه البخاري. السوط هو الآلة التي تستعمل للضرب تكون غالبًا من الجلد، أي أن المساحة التي يأخذها السوط إذا وضع على الأرض من الجنة خير من الدنيا وما فيها.
ومن خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أنه هو أول من يأخذ بحلقةِ بابِ الجنة (أي يحركها) يستفتح فيقول المَلَك خازن الجنّة الموكّل ببابها: من؟ فيقول:"محمّد"، فيقول المَلَك :"بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك" رواه مسلم.
وأمّة محمّد فيهم سبعون ألفًا وجوههم كالقمر ليلة البدر يدخلون الجنّة دفعة واحدة بلا حساب ولا عقاب وهؤلاء هم الأولياء الصالحون من عباد الله، ويليهم أناس وجوههم كأشد كوكب درّيّ مع كل ألف من السبعين ألفًا المذكورين سبعون ألفًا مثلهم يدخلون الجنّة بلا حساب ولا عقاب، ومعهم زيادة عليهم لا يعلم مقدارهم إلا الله يدخلون الجنّة أيضًا بلا حساب ولا عقاب.
ومن خصائص هذه الأمة ما ورد في الصحيح من قوله عليه السلام :"نحن الآخرون السّابقون" رواه البخاري، أي الآخرون وجودًا بين الأمم، السّابقون دخولاً الجنّة.

رؤية الله تعالى في الآخرة
أعظم نعيم أهل الجنة

قال الله تعالى في محكم التنزيل :{إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5)} (سورة الإنسان) وقال عز وجل :{وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13)} (سورة الإنسان) وقال تعالى :{وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23)} (سورة الواقعة) وقال تعالى :{وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا (19)} (سورة الإنسان) ويقول تعالى :{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} (سورة القيامة) وقد استدل الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله بقوله تعالى :{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15)} (سورة المطففين) إخبارًا عن الكفار بأن المؤمنين يرون الله عز وجل، فإذا كان الكفار حُجبوا عن الرؤية فإن الرؤيةَ ثابتة للمؤمنين بقوله عز وجل :{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} فهذه الآية أيضًا فيها إثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل، وقد روى مسلم رحمه الله تعالى أن الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم قال :"إذا دخل أهلُ الجنةِ الجنَّةَ يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئًا أزيدكم: فيقولون ألم تبيض وجوهنا ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئًا أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجلَّ".
فالله تعالى خلق العباد منهم المؤمن ومنهم الكافر، وقد أعدّ للكافرين عذابًا أليمًا وهيّأ للمؤمنين العيش الرغيد والنعيم المقيم، وقد وعد الله عباده المؤمنين الصالحين دخول الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأكبرُ وأعظمُ نعمة يُعطاها العبد في الجنة رؤية ذات الله المقدس، أما في هذه الدنيا الفانية فقد حجب الله عنا ذلك. والكافر لا يرى الله لا في الدنيا ولا في الآخرة لأنه كفَرَ ولم يؤمن بالله تبارك وتعالى.

الله لا يشبه المخلوقات

إن رؤية المؤمنين لله تعالى وهم في الجنة تكون بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة ولا مسافة قُرب أو بُعد ولا كيفية ولا حجم ولا لون، يرون اللهَ الذي لا يشبه شيئًا من المخلوقات، ولا يكون عليهم في هذه الرؤية اشتباه ولا أدنى شكٍ هل الذي رأوه هو الله أو غيرهُ كما لا يشك مبصرُ القمر ليلة البدر ليس دونه سحابٌ أن الذي رءاه هو القمر؛ ففي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنَّكم سترون ربَّكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تُضامون في رؤيته" رواه مسلم.
فقد شبَّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم رؤيتنا لله تعالى من حيثُ عدمُ الشكّ برؤيتنا للقمر ليلة البدر ليس دونه سحاب، ولم يشبه اللهَ تعالى بالقمر؛ فإن كثيرًا من الجهال إذا ذُكر أمامهم هذا الحديث يتوهمون أن اللهَ يشبه القمر والعياذ بالله، وقد صرح بعض العوامّ بذلك، وهذا من سفه الكلام وكفر بالله العظيم، فحاشى أن يكون الله شبيهًا للقمر أو لغيره من المخلوقات وهو الذي وصف نفسه في القرءان الكريم فقال عز وجل :{ليس كمثله شىء} أي أن الله لا يشبه شيئًا من خلقه ولا يشبهه شىء من خلقه.
واعلم أنّه لا يجوز تفسير {ناظرة} في قوله تعالى :{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} بنظر التفكر والاعتبار بخلافه في قوله تعالى :{أَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17)} (سورة الغاشية) لأن الدنيا دار عمل والآخرة دار حساب، وكذلك لا يجوزُ أن يكون بمعنى الانتظار كما في قوله تعالى :{مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً} لأنه لا يجوزُ تأويل النصّ أي إخراجُه عن ظاهره لغير دليل عقليّ قاطع أو سمْعيّ ثابت كما قال الرازيّ في المحصول، ولأنه ليس في شىء من أمر الجنة انتظارٌ، بل ينال المرءُ فيها ما تشتهيه نفسُهُ بدون انتظار لأن هذا الانتظار الوارد في هذه الآية معه تنغيص وتكدير. والآية {إلى ربّها ناظرة} خرجت مخرج البشارة للمؤمنين، وأهل الجنة ممكَّنون مما أرادوا وقادرون عليه، فإذا خطر ببالهم شىء حصلوا عليه مع خطوره ببالهم.
تابع



















الموضوعالأصلي : كتاب الجنة ونعيمها المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:محمد زيدان



توقيع : محمد زيدان






كتاب الجنة ونعيمها Emptyالأحد يوليو 21, 2013 5:41 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

عماد

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 564
تاريخ التسجيل : 08/10/2012
•السـاعـة الـان•~| :
احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100%

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: _da3m_12
انشرالموضوع




كتاب الجنة ونعيمها







كتاب الجنة ونعيمها Tealscrollroses
مشكورين علي الموضوع الشيق والجميل
في انتظار مشاركاتكم المييزه
واصلوا تميزكم وتقبلوا مروري

كتاب الجنة ونعيمها Tealscrollroses



















الموضوعالأصلي : كتاب الجنة ونعيمها المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:عماد



توقيع : عماد






كتاب الجنة ونعيمها Emptyالأحد يوليو 21, 2013 6:04 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مؤسس المنتدى
الرتبه:
مؤسس المنتدى
الصورة الرمزية

عبد الكريم

البيانات
ذكر
عدد المساهمات : 33328
تاريخ الميلاد : 22/08/1979
تاريخ التسجيل : 29/08/2012
العمر : 44
الموقع : http://www.islamiy.com
•السـاعـة الـان•~| :
احترام قوانين المنتدى احترام قوانين المنتدى : 100%

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: _da3m_17
انشرالموضوع




كتاب الجنة ونعيمها







كتاب الجنة ونعيمها 29
مأراوع قلمك حين يصول ويجول
بين الكلمات تختار الحروف بكل أتقان ..
تصيغ لنا من الأبداع سطور تُبهر كل من ينظر إليها ..
دائمآانت متألق

كتاب الجنة ونعيمها 29



















الموضوعالأصلي : كتاب الجنة ونعيمها المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:عبد الكريم



توقيع : عبد الكريم






كتاب الجنة ونعيمها Emptyالأحد يوليو 21, 2013 6:21 pm
المشاركة رقم:
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فعال
الرتبه:
عضو فعال
الصورة الرمزية

مريم نور

البيانات
انثى
عدد المساهمات : 1435
تاريخ الميلاد : 12/08/1990
تاريخ التسجيل : 14/06/2013
العمر : 33
•السـاعـة الـان•~| :

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

مُساهمةموضوع: _da3m_1
انشرالموضوع




كتاب الجنة ونعيمها







r+='
كتاب الجنة ونعيمها 10
كلمـاتك اروع من الخيــ/ــال
وأجمل من ضياء القمــر
فلهـاذا أوقفت ساحـات أفكـاري
لكن أحتـار قلبي فيما يكتب لكِ
فكتب احترامي وتقديري لكِ و لجمال كلمــ/ـاتكِ
شـاكر أطــلاعــك . . . . . . وايضاً مشــــاركتك . .
دمت بحب وسعاده ..

كتاب الجنة ونعيمها 10



















الموضوعالأصلي : كتاب الجنة ونعيمها المصدر : منتـديات الشـارف الكاتب:مريم نور



توقيع : مريم نور










  






الــرد الســـريـع
..



)






جميع المشاركات المكتوبة في منتديات نحب الله والرسول تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر إدارة المنتدى

Powered by http://www.islamiy.comCopyright ©2014

كتاب الجنة ونعيمها Cron