الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد :
الخرزة الزرقاء من الأمور الشركية المنشرة بين العوام فإذا ما مرض أحدهم أو أصابته عين هرع إلى خرزة وعلقها يرتجي الشفاء منها وقد يعلقها المرء لصغيره بعد ولادته خوفا عليه من العين وهو لا يعلم انه بذلك أغضب قيوم السموات والأراضين
ومن تعلق هذه الخرزة الزرقاء وغيرها مما لا ينفع ولا يضر وكله الله تعالى إليها
وترى النساء "أو حتى الرجال " إذا وجدن فلانة مثلا كانت سمينة ثم نحلت أو وجدوا بها مرضا ما قلن لها :
" صار بدك خرزة زرقة "

و عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى أخيه قال : دخلت على عبد الله بن عكيم أبي معبد الجهني أعوده وبه حمرة فقلنا ألا تعلق شيئا ؟ قال الموت أقرب من ذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم من تعلق شيئا وكل إليه"
رواه الترمذي في سننه
ثم قد يذهب أحدهم إلى ساحر مشعوذ كذاب ليرقيه وقد يجد على يديه الشفاء ولكن اتعلمون لماذا إقرؤوا هذا الحديث معي
عن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " إن الرقى والتمائم والتولة شرك " قالت قلت لم تقول هذا ؟ والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول " أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا "
أخرجه أبو داود
بل قد يضع الخرزة الزرقاء أحدهم على دابته لكي يدفع عنها العين وهذا كله حرام غير جائز في شريعتنا
وقد سئل عيسى بن دينار عن قلادة ملونة فيها خرز يعلقها الرجل على فرسه للجمال. فقال: لا بأس بذلك إذا لم تجعل للعين.

فيا اخي الحبيب وأختي الطيبة دعكم من هذه الشركيات واجأوا إلى رب البريات فلقد علمنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعض الرقى الشرعية بل لقد كان صلى الله عليه وسلم يرقي بها الحسن والحسين عليهما السلام
فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ
البخاري
وصلِّ اللَّهم على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلِّم